بعد مشوار أكثر من رائع في التصفيات، يخوض منتخب النمسا لكرة القدم تحديا أكثر صعوبة يختبر فيه قدراته في نهائيات كأس أوروبا 2016 في فرنسا من 10 يونيو حتى 10 يوليو. حقق منتخب النمسا نتائج مذهلة في رحلة التأهل الأول إلى نهائيات القارة، على اعتبار أن مشاركته السابقة والوحيدة في البطولة كانت في نسخة 2008 بحكم صاحب الاستضافة المشتركة مع السويد. كان الظهور الأول للنمسا في النهائيات على أرضها غير مشجع على الإطلاق إذ ودعت من الدور الأول، وهبط مركزها في التصنيف الذي يصدره الاتحاد الدولي (فيفا) عقب ذلك إلى المركز 105 في العالم، وهو المركز الأسوأ في تاريخها. واللافت أن منتخب النمسا بقيادة المدرب السويسري مارسيل كولر الذي تولى المهمة في نوفمبر 2011، حقق وثبة هائلة ودخل في الشهر ذاته من عام 2015 إلى لائحة المنتخبات العشرين الأولى باحتلاله المركز الخامس عشر في تصنيف الفيفا، وهو أفضل مركز في تاريخه . وجاءت هذه الوثبة الهائلة لمنتخب النمسا بعد أن حقق تسعة انتصارات متتالية في التصفيات المؤهلة إلى كأس أوروبا 2016، وكان بإمكانه أن ينسخ إنجاز منتخب إنجلترا، الوحيد الذي فاز بمبارياته العشر في التصفيات، لولا تعادله في مباراته الافتتاحية مع نظيره السويدي 1-1. أنهى منتخب النمسا التصفيات في صدارة المجموعة السابعة برصيد 28 نقطة، بفارق ثماني نقاط عن روسيا الثانية التي رافقته مباشرة إلى النهائيات، ولحقت بهما السويد الثالثة (15 نقطة) بعد فوزها بالملحق. ويعتمد المنتخب النمسوي على مجموعة من اللاعبين الجيدين في طليعتهم دافيد الابا (يبلغ الرابعة والعشرين في 24 من الشهر الجاري)، الذي يلعب أساسيا كجناح أيسر في صفوف بايرن ميونيخ الألماني وسبق أن فاز معه بكل الألقاب المحلية فضلا عن دوري أبطال أوروبا في 2013. ويبرز أيضا ماركو ارنوتوفيتش وماركو يانكو وكريستيان فوخس قائد المنتخب الذي يحترف في ليستر سيتي وساهم بإحرازه هذه الموسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى في تاريخه.