أكد الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل، الدكتور مصلح العتيبي، ان هناك تحديثا لجميع انظمة الشركات الصناعية في المجال البيئي، ولا يمكن القبول بأي مستثمر إلا بعد التأكد والدخول من البوابة الرئيسية «البيئة»، مشيرا في حوار مع «اليوم» الى الحرص على وجود التقنية العالمية للمجال البيئي وفق كل منتج، حيث إن التصنيع دون أخذ احتياطات الحماية اللازمة يؤدي إلى المساس بالبيئة الطبيعية، ولذلك فالتحديث مستمر كل عامين، مع مواكبتنا للتطور والتقنية الجديدة، ومن أهم أهداف إدارة حماية البيئة تطبيق الأنظمة والمعايير البيئية المعتمدة دولياً وحماية الحياة الفطرية، ومراقبة البيئة، وإصدار التراخيص، ومتابعة تطبيق الاشتراطات البيئية، وقد حددت هذه الأهداف بعناية لكي تشمل جميع النواحي البيئية في مدينة الجبيل الصناعية والجبيل البلد، موضحا ان الهيئة الملكية تشترط على كل صناعة قائمة أو مستقبلية الالتزام بالمقاييس المحددة للمعدات والعمليات المستخدمة. فيجب على كل مستثمر الاجابة عن 11 سؤالا، وبعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية والموافقة على الاستثمار وتخصيص الموقع، تقديم نماذج تطبيقات التصريح البيئي، وتقرير دراسة تقييم الأثر البيئي للمشروع قبل ستة أشهر من البدء في أعمال الإنشاءات. * هل هناك جهة محايدة تتأكد من المعلومات البيئية؟ نتمنى وجود هذه الجهة المحايدة، وهذا ما ينقص الكثير من القياس كطرف ثالث للتأكد من المعلومات، وليست هناك جهة معينة متخصصة للتأكد في هذا المجال. روائح آخر الليل * الروائح المنبعثة آخر الليل يعتقد البعض أنها من تسرّب الغازات، فما هي الحقيقة؟ يعتقد البعض أن هذه الروائح من تسرب الغازات، وهذه من الاخطاء الشائعة من البعض بوجود خطر على الصحة بمجرد الاحساس بالروائح، ومثال على ذلك غاز الامونيا يتم الاحساس به بتركيزات منخفضة جدا حوالي 50‚. جزء بالمليون، ومعايير الهيئة الملكية 6‚2 جزء بالمليون، ويبدأ تأثير هذا الغاز على الصحة بتركيز 14 جزء بالمليون، مما يؤكد وجود فارق كبير بين الاحساس بالغاز وتراكيز بداية تأثيره على الصحة، مما يؤكد اهتمام الهيئة الملكية وحرصها على وضع معايير صارمه للمحافظة على البيئة والصحة. التعاون مع المنظمات البيئية * هل هناك تعاون بين الهيئة الملكية والهيئات والمنظمات البيئية؟ هناك تعاون مشترك بين الهيئات والمنظمات البيئية الدولية، مثل برنامج الأممالمتحدة للبيئة والوكالة الأمريكية لحماية البيئة والهيئة الأوروبية للبيئة، وبعض الهيئات والمنظمات الدولية الأخرى ذات العلاقة والهيئة الملكية في مجالات بيئية متعددة، مثل المشاركات في المؤتمرات والندوات البيئة المتخصصة التي تشارك فيها الهيئة الملكية، سواءً كانت داخل المملكة أو خارجها، والاستفادة من المعايير البيئية الدولية وتكييفها وتطويعها بحيث تكون قابلة للتطبيق على الشركات والمؤسسات العاملة بمدينة الجبيل الصناعية، وذلك لمواكبة التطور العلمي في مجال البيئة والمحافظة عليها ولم يكن لدينا أي تعاون او تبادل معلومات مع منظمة الصحة العالمية. أبرز الجهود * وما هي أبرز الجهود التي تبذلها الهيئة الملكية في المجال البيئي؟ برنامج مراقبة جودة الهواء والأرصاد الجوية، حيث قامت الهيئة الملكية بإنشاء وتشغيل 10 محطات ثابتة ومحطتين متنقلتين لمراقبة جودة الهواء والأرصاد الجوية في مدينة الجبيل الصناعية، وتعمل هذه المحطات على قياس العناصر الموجودة في الجو كثاني أكسيد الكبريت، وكبريتيد الهيدروجين، وأكاسيد النيتروجين، والأوزون، والمعلقات الهوائية (PM2.5 PM10) والتي تُعرف على أنها جسيمات دقيقة يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر، ولا يمكن رؤيتها إلا باستخدام المجهر الإلكتروني، والجزيء الواحد من ال (PM2.5) يتكون من 98% رمال والمتبقي 2% خليط من المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية، حيث يتم قياسها بشكل مستمر من خلال محطات المراقبة، كما يتم أيضاً استبدال الفلاتر الخاصة بأجهزة قياس تراكيز الجسيمات العالقة وذلك بشكل يومي، وتحليلها للتأكد من عدم وجود أي ملوثات كيميائية مصاحبة للغبار ليصل عدد العينات الى 300 عينة شهريا، مع حساب تركيز الكبريتات والرصاص فيها، فضلاً عن قياس أول أكسيد الكربون، وأول أكسيد النيتروجين، والأمونيا، وبعض المواد العضوية مثل البنزين والتولوين. كما تستخدم تقنية الأشعة تحت الحمراء في إحدى المحطات لقياس أكثر من ثلاثين مُركباً من مشتقات المواد العضوية كالبنزين والتولوين والستايرين. مراقبة جودة مياه الخليج، وقد حددت الهيئة الملكية عدة مواقع لمراقبة جودة المياه في الشواطئ والمرافئ القريبة من مدينة الجبيل الصناعية، لإعطاء معلومات شاملة حول جودة هذه المياه، ولتسمح بتتبع التغيرات فيها. وتفيد المراقبة المنتظمة في إعطاء مؤشر مبكر لأي تغير في نوعية هذه المياه على المدى البعيد، بحيث يمكن اتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث أية أضرار متوقعة في المستقبل. ويتم قياس عدد من العناصر المتغيرة التي تتحدد بواسطتها بعض خواص المياه، كما يتم أخذ عينات مياه من أعماق مختلفة لفحصها وتحليلها في المختبر البيئي لمعرفة مدى مطابقتها للمعايير البيئية التي حددتها الهيئة الملكية لبيئة مياه الخليج. مراقبة المياه الجوفية: تقوم الهيئة الملكية بالجبيل بتنفيذ برنامج شامل لمراقبة المياه الجوفية بغرض الحيلولة دون تردي نوعيتها الطبيعية نتيجة لازدياد الأنشطة الصناعية، حيث تتم بعناية شديدة مراقبة المياه الجوفية التي تقع ضمن المنطقة المجاورة للعمليات الصناعية وأماكن تخزين المواد الخطرة ومرافق إدارة النفايات الصناعية والمردم الصحي، بالإضافة إلى خزانات المواد البتروكيماوية، وذلك بغرض اكتشاف ومعالجة المواد الملوثة في وقت مبكر. مراقبة قنوات التبريد بمياه البحر: تراقب الهيئة الملكية بانتظام جودة مياه البحر المارة في شبكة التبريد، وذلك من أجل جمع البيانات حول نوعيتها لاستخدامها كمرجع يمكن الاستناد إليه مستقبلا في حالة حدوث أي تغير قد يطرأ على نوعيتها سواء على المدى القريب أو البعيد. مراقبة مياه الري: حيث تستخدم المياه الخارجة من محطات الصرف الصحي والصناعي كمياه ري بعد أن تتم لها معالجة ثلاثية، وتتم مراقبة هذه المياه بشكل مستمر، لكي يتم التأكد من مطابقتها للمواصفات العالمية لمياه الري، مراقبة النفايات الصناعية حيث وضعت الهيئة الملكية بالجبيل إجراءات صارمة لإدارة النفايات الصناعية الخطرة وغير الخطرة التي تَنتج عن المنشآت الصناعية العاملة في المدينة بهدف التقليل من مخاطرها، وتحقيق حل نهائي آمن للتخلص منها، حيث اشتملت الإجراءات على تحديد نوع النفايات وطرق معالجتها وكيفية نقلها والتخلص منها، كما أن التفتيش الدوري الذي تنفذه الهيئة الملكية للمنشآت الصناعية ومراقبة مخزون النفايات لديها وإجراءات إدارة هذه النفايات يُمكّنها من التأكد أن هذه المصانع والشركات تتّبع وباستمرار إجراءات سليمة لإدارة النفايات. مراقبة الضجيج * وهل بالفعل هناك مراقبة للضجيج؟ يعتبر الضجيج إحدى المشكلات البيئية، وسمة من سمات العصر الصناعي والتقدم التكنولوجي الحديث. ومن منطلق حرص الهيئة الملكية على صحة وسلامة القاطنين في مدينة الجبيل الصناعية، فقد أعدت برنامجاً خاصاً لمراقبة الضجيج في كل من المنطقة الصناعية والمنطقة السكنية من المدينة. وتتم مراقبة الضجيج الناتج عن المصانع بصورة سنوية بواسطة أجهزة قياس متطورة لمطابقتها مع المعايير البيئية للهيئة الملكية. * وماذا عن مراقبة مياه الصرف الصحي والصناعي ومياه الشرب؟ انطلاقاً من حرص الهيئة الملكية على مراقبة المجمعات الصناعية وما ينتج عنها من مياه صرف صناعية، فقد وضعت الهيئة الملكية قوانين صارمة تمنع تصريف هذه المياه إلى البحر أو غيره، بل تُرسل مياه الصرف الصناعي إلى محطة متخصصة لمعالجتها، حيث يتم استخدام هذه المياه المعالجة في أعمال البستنة والتشجير. كما لم تغفل الهيئة الملكية عن مراقبة التلوث الذي قد ينتج عن مياه الصرف الصحي الناتج عن المجمعات السكنية، بل تم وضع معايير خاصة بها، وذلك لاحتوائها على مكوّنات بيولوجية، مما يستدعي إرسالها إلى محطة معالجة خاصة بالصرف الصحي، حيث يتم خلطها بعد المعالجة بمياه الصرف الصناعي المعالجة لاستخدامها كمياه ري، بعد خضوعها للاختبارات اللازمة، كما وضعت الهيئة الملكية معايير قانونية إجبارية تتعلق بنظام توصيل مياه الشرب، وذلك لحماية الصحة العامة. ويتم تحديد هذه المعايير من قبل الهيئة الملكية للتحكم بمستوى الملوثات في مياه الشرب في مدينة الجبيل الصناعية. ويتضمن اهتمام الهيئة الملكية بمياه الشرب تقييم وحماية مصادر مياه الشرب - مياه الخليج والآبار الجوفية - للتأكد من أن المياه تتم معالجتها من قبل فريق مؤهل ومدرب، والتأكد من سلامة شبكة توصيل وتوزيع مياه الشرب، ومراقبة نوعية وجودة المياه خلال هذه الشبكة. المختبر البيئي * وما هي آليات الفحص المتطورة في المختبر البيئي؟ يزخر مختبر الفحص البيئي والصحة العامة في الهيئة الملكية بأجهزة حديثة لإجراء التحاليل السريعة والدقيقة على عينات المياه والمواد الصلبة للكشف عن محتوياتها؛ حيث يتم إجراء الفحوصات الفيزيائية والتحاليل الكيميائية لأيونات المعادن والهيدروكربونات والمبيدات والزيوت والشحوم والمواد العضوية وغير العضوية، وكذلك إجراء الاختبارات البكتريولوجية والكشف عن الطفيليات. وتتم عملية الفحص البكتيري والطفيلي لمراقبة جودة مياه الشرب ومياه مرافق الترفيه ومياه الري، للكشف عن دلائل التلوث. د. مصلح العتيبي محطات متنقلة