سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تأثرت كثيرًا بالأدباء القدامى..وأتمنى أن تتحقق الوحدة العربية كما تحققت للاتحاد الأوروبي قالت: أميل إلى أن تكون كتاباتي متنوعة.. الشاعرة والكاتبة الألمانية بيرغت فيشمان ل «الجسر الثقافي»:
تعد الكاتبة والشاعرة الألمانية بيرغت فيشمان BIRGIT WICHMANN أحد الأسماء البارزة، التي ساهمت طوال العقود الماضية من الزمن في دفع عجلة الحراك الأدبي والثقافي على ساحة (الأدب الألماني) الحديث، خاصة بمدينة (بون) العاصمة السابقة لألمانيا الغربية، التي تعد احدى كبريات مدن (جمهورية ألمانيا الاتحادية) حاليا، وأنشطها ثقافيا وتجاريا وصناعيا. ولدت (فيشمان) بمدينة (مورس) MOERS عام 1966م ونشأت وترعرعت بمدينة (بون) BONN فدرست (العلوم السياسية) في جامعتها، وحصلت منها على شهادة البكالوريوس، ثم امتهنت -فيما بعد- العمل في مجال الترجمة باللغتين (الانجليزية والفرنسية) ومارست بعض الأنشطة الثقافية والأدبية الأخرى. التقينا فيشمان بمقر اقامتها في (بون ) وكان لنا معها هذا الحوار، الذي كشف عن تجربتها وخبرتها الطويلة في حقل الابداع الثقافي والمعرفي. ̧ كيف تصفين لنا -باختصار- الأدب الألماني بين القديم والحديث؟ * شكرا لكم أولًا على هذه الاستضافة. ثانيا: الأدب الألماني مثله مثل الآداب العالمية الأخرى، يتأثر بالمجتمع ويؤثر فيه، ويتطور من مرحلة الى أخرى، ويتغير بتغير الظروف المحيطة التي يعيشها الانسان، سياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وفكريا وتقنيا، خاصة أن الشعب الألماني -دون غيره من شعوب أوروبا- قد مر بحروب أثرت في نسيجه وتكوينه، أهمها الحربان العالميتان: الأولى والثانية كما هو معروف. ̧ يتضح من سيرتكِ الذاتية أن لكِ اهتمامات متنوعة، وأنشطة أدبية وثقافية متعددة بين الشعر والنثر، والعلوم السياسية والترجمة وغيرها، كيف استطعتِ الجمع بين هذه الحقول المعرفية رغم اختلافها؟ * يبدو لي أن المسألة هنا تتعلق بمدى الاهتمام الشخصي بمثل هذه المجالات، ومقدرة الالمام بها واختلافها فيما بين شخص وآخر، وليست مسألة مقصورة على التخصص الأكاديمي أو المهني فحسب!! على أي حال، أنا أميل الى أن تكون كتاباتي متنوعة هكذا في مادتها لتناسب جميع القراء، وتوافق ميولهم، لذلك جاءت على شكل خليط مركب من ابداعات عدة: الشعر والنثر والرسم والتشكيل، وغيرها من الفنون الاخرى ذات العلاقة. هذا بالاضافة الى ممارستي لأنشطة ثقافية واعلامية أخرى، كنت ولا أزال أمارسها حتى الآن، كالعمل في مجال الترجمة باللغتين الانجليزية والفرنسية. وقد سبق لي أيضا أن عملت كمذيعة في محطة اذاعة وراديو (بون) BONN RADIO RHEIN –SIEG خلال فترة من الفترات السابقة، من خلال برنامج يتناول حركة أسواق العمل والاقتصاد في المنطقة. ̧ ماذا عن اصداراتكِ المطبوعة والمنشورة؟ * لي عدة اصدارات، بعضها تم نشره، وبعضها الآخر لايزال في طريقه للنشر قريبا جدا، فكتابي الأول الصادر عام 2008 م باللغة الألمانية كان بعنوان (انطباعات اجتماعية) وهو عبارة عن مزيج من الشعر والنثر والرسم والموسيقى، وعلاقتها بحياة المجتمع. وهناك كتاب آخر لي بعنوان «WELT PERSPEKTIVEN» وهو باللغة الألمانية، وصادر عام 2013م عن دار(ريشو - لومار) ratio books,lohmar وهو عبارة عن (ديوان شعر) مع بعض اللوحات التشكيلية المرافقة لكل نص شعري. وسيصدر لي قريبا جدا كتاب جديد بعنوان «visions» أي (الرؤى) وهو يتكون من قسمين رئيسين: قسم شعري، والآخر نثري في التاريخ والسياسة. ̧ ما أبرز الأسماء الأدبية، التي تأثرت بها (فيشمان)؟ وهل هناك شخص معين، كان له الأثر في توجهكِ للحقل الابداعي؟ * هناك صديق طفولة قديم لي، تربينا معا، كان فيلسوفا وكاتبا ومثقفا، فتّح عيني على عالم الأدب والكتابة والمعرفة على الرغم من أن اسمه غير معروف اعلاميا، هذا على المستوى الشخصي. أما على المستوى العام، فقد تأثرت كثيرا بالأدباء القدامى، وهم أسماء أدبية كبيرة ومعروفة عالميا مثل (جوته) و(برشت) وغيرهما. ̧ ماذا تعرف فيشمان عن (الآداب الشرقية) وعن (الأدب العربي) تحديدا؟ * يؤسفني أنني لم أقرأ عن الأدب العربي الا شيئًا يسيرًا!! كم تمنيت أن أقرأ عن هذا الأدب الرائع! ولعل مسألة اللغة وعدم معرفتي باللغة العربية هي السبب الرئيس، الذي حال دون ذلك. ̧ كلمة أخيرة... لمَنْ توجهينها؟ * أتمنى أن تتحقق (الوحدة العربية) بين الدول والشعوب العربية الصديقة، كما تحققت من قبل بين البلدان الأوروبية حاليا، أو ما يسمى ب (الاتحاد الأوروبي). كما اتمنى أيضا أن تعيش شعوب عالمنا الحديث بسلام ورخاء وأمان بعيدا عن الحروب والارهاب وزعزعة الأمن والاستقرار الدولي؛ لأن مثل هذه المشاكل لن تزيد شعوبنا الا هلاكا وتدميرا وفرقة. ولا شك أن ابتعادنا وتجنبنا لمثل هذه المشاكل يصب في المصلحة العامة لشعوب عالمنا الحديث. وأخيرا... أشكر صحيفة (اليوم) لإتاحتها الفرصة لي من خلال هذا اللقاء الجميل، الذي فتح نوافذ الود والمحبة فيما بيننا.