على الدوام نحن مع الشباب الواعي المثقف المكافح الناضج الذي يملك احساس المسؤولية الدينية والوطنية والمجتمعية فلا ضير مع هذه الشريحة ان تدخل المجمعات المختلطة والنوادي والحدائق وتشارك في البناء والوعي والثقافة والرقي وحسبي ان هذه شريحة عريضة في المجتمع، والكثير من الطلبة الجامعيين الذين رأيتهم في حياتي المهنية بأوائل العشرينيات من أعمارهم، هم من ذلك وتظل هنالك فئة اخرى تشعر بالنقص والتهميش والنظرة الدونية فتريد ان تلفت الانتباه اليها فتقوم بأعمال غير مسؤولة على شاكلة الفوضى للدخول الى حديقة عامة بالرياض او مجمع تجاري بالظهران او على طريق كورنيش الدماموجدة من خلال القيام بأعمال مخلة بالأدب العام، وهنا لي لربما نصيحة اذا قبل مني قضاة التحقيق في أمثال تلك القضايا الشبابية التي تحدث هنا وهناك من قبل أمثال هؤلاء ومن اصطلح على تسميتهم بالمفحطين والمزعجين الدرباوية ومن على شاكلتهم. فاقول وبالله التوفيق: ان الجميع من آباء وأمهات يدركون التغيرات والضغوطات التي تصاحب بعضا من الناس في مراحل نموهم فمنهم من يلازم المسجد والرحمن ومنهم من يأخذه الشيطان على قفاه فيرمي به من مصيبة لأخرى ومن مطب لاخر لا يستقر له حال حتى يتعب نفسه ومن حوله ولامثال هؤلاء اقترح على وزارة العدل والداخلية ان لا ترسلهم للسجن ليقضوا عقوبة قد يتخللها مزيد من الاختلاط السيئ بل الانسب لهم ولمن كان على شاكلتهم ان يرسلوا لجبهات القتال لقضاء المحكومية هناك ليكونوا في خدمة القوات المسلحة والداخلية والمجاهدين والحرس الوطني فيقوموا بصقلهم في معسكرات توعوية وتطوعية ويدخلوا في دورات على اللياقة والرجولة والسباحة ومهارات متنوعة واعمال الدفاع المدني للخدمة المجتمعية والانقاذ كمساندة ودعم لتلك القطاعات المختلفة وبذلك نكون قد ضربنا اكثر من عصفور، الاول اننا جنبناهم العقوبات الصارمة المتمثلة في السجن لمدة طويلة والدولة تصرف عليهم اكلا وشربا وهذا فيه ضرر اكبر من نفعه وعلى العكس لو فكرت وزارة العدل في احكامها المستقبلية في اهمية الاصلاح ووعي مرحلة النمو والتغير الفسيولوجي والجسدي عند البعض منهم والتغيرات المصاحبة وان الاستنفاع منهم اولى، مع وضع اهداف وبرامج نفسية وتربوية خاصة للتدريب الميداني على مساندة القطاعات العسكرية في اي مجال ووفق ميول واهتمامات المحكوم عليهم وخارج نطاق مدينتهم واذا ثبت كفاءة بعضهم وبراعتهم في المجالات التي يحبونها ويتقنونها ان يتم توظيفهم فيها اسوة بمن قتل مئة نفس حيث أفتى العابد ان لا فائدة منه اما الفقيه فنصحه بان يغير قومه وينتقل الى مكان آخر وبذلك نكون حققنا النفع لاكثر من طرف، فالدولة يهمها ابناؤها وصلاحهم والمجتمع يسعى لذلك والشاب الطائش الذي يعاني من تقلبات قد لا نفهمها نحن الاباء قد ساعدناه نفسيا وتربويا وعلاجيا وتدريبيا على تجاوز تلك المرحلة العمرية والتقليل من مخاطرها ومساوئها. وقبل الختام نحتاج للاحتواء والصبر مع شبابنا ونعلمهم اينما كانوا المسؤولية منذ الصغر وتعويدهم ان المجتمع الخارجي هو البيت الكبير كما البيت الصغير. وفي الختام (علموا اولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل) وقد استجدت العاب اخرى ومهارات حياتية متعددة فماذا وفرنا للشباب هل توجد حلبات للسباقات بمدن المملكة ومحافظاته باسعار رمزية واندية رياضية لائقة وبتكلفة مناسبة ام تركنا الحبل للقطاع الرياضي المدفوع الذي لا يقدر على تكاليفه كل واحد؟ ام تخلينا؟ وهل حصناهم مبكرا بالزواج والتعلم والثقافة ام بادرنا بهم للسفر والسيارة وثلجنا احاسيسهم؟ وهل تتحمل رعاية الشباب الحاضر الغائب مسؤولياتها بشكل حيوي في الوقاية قبل الكي؟.