المملكة العربية السعودية تطرق بابا مستقبليا جديدا، وهذا المستقبل بدا لنا حاضرا والأمير محمد بن سلمان عراب رؤية 2030 يشرح بثقة وثبات تلك الرؤية، ويجيب على أحد السائلين الذي قال إن الرؤية كانت حلما تمناه من سنين: لم تعد الرؤية حلما، إنها أصبحت واقعا. كانت الرؤية الأولى كما قال الأستاذ محمد التونسي في اللقاء مع الأمير محمد بن سلمان هي رؤية الأمير محمد بن سلمان، والذي قصده السيد التونسي ليست الرؤية الحرفية، إنما التعرف على عقلية الأمير التي كانت حاضرة ومستعدة ومطلعة مع سعة معلومات في حقول متعددة أعجبت الحاضرين. رؤية 2030 تنطلق من جملة ملهمة لعاهل البلاد الملك سلمان عبدالعزيز في قوله: «هدفي الأول أن تكون بلادنا أنموذجا ناجحا ورائدا في العالم على كافة الأصعدة»، ومبنية على محور منطقي وواقعي، وقد بنى الأمير محمد بن سلمان وفريقه من العقول السعودية التي يؤمن انها من عناصر قوة هذه البلاد على «مكامن القوة» في بلادنا. ويرى بفكر صاف يؤيده الواقع الجغرافي والاقتصادي أن هذه المكامن هي ان المملكة حباها الله بأهم وأغلى الثروات بوجود الحرمين الشريفين؛ ما تعطي البلاد عمقها العربي والإسلامي، وثاني هذه المكامن القدرات الاستثمارية الكبيرة، وثالثها الموقع الاستراتيجي الفريد والذي يظهر واضحا على خارطة الكرة الأرضية وكأنها المصراع بين اكبر قارتين كما تربط باقي القارات. فلسفة الأمير كما انطبعت بذهني بعد اللقاء هي أولا معرفته الحقيقة والمكاشفة بالوضع الذي كانت عليه المملكة، وهي وقائع سياسية واقتصادية، وتلك كانت تحمل نذر الخطر المتعدد على البلاد وأهلها، وبعقليته الواقعية وإدراكه الحساس والذكي للمخاطر غيّر الحال وبالذات المخاطر السياسية في سنة واحدة لتصب في صالح المملكة، وتعجب فعلا أن الأمير الشاب الذي قلق العالم بأسره تخوفا من قلة خبرته لصغر السن يفاجئ العالم بقدرة سياسية وحركية صارت فعلا شغلا شاغلا في الرأي العام الدولي. أراد الله تعالى لهذه البلاد أن يأتي هذا القائد الشاب في الوقت والمكان المناسبين.. وبناء على ما عرفت من الأمير محمد بن سلمان بعد لقاءين متتابعين استمرا لساعات استرحت إلى أن هذه الأمة بخير ومقدمة بإذن الله على خير أكثر. وأن القدرات العقلية والشخصية للأمير الشاب واضحة والذي يؤكد أنه واحد من ضمن الشباب السعودي الذي لديه الحماسة المتوقدة لبناء أمة عظيمة اقتصاديا وتأثيرا عالميا من رؤية واثقة بمكامن قوة البلاد. هل الرؤية رد فعل لانخفاص أسعار النفط؟ يؤكد الأمير بإقناعه الواقعي أنه لاعلاقة لاسعار النفط ارتفعت أم انخفضت بالرؤية، وأنها يجب أن تكون - ارتفع سعر النفط أم انخفض - حقيقة أيضا واقعية بأن الاعتماد على سلعة واحدة ضد المنطق الاقتصادي، وأن البترول معرض للتطورات العلمية المتسارعة للطاقات البديلة التي تقلل الطلب عليه. وهذا صحيح. لما قال أحد السائلين: «نفتخر بك سمو الأمير وأنك تصنع تاريخا جديدا للمملكة»، كان رد الأمير السريع: بل أفخر أنا بالمواطنين السعوديين الذين يصنعون تاريخا جديدا للمملكة.