تبدأ المملكة اليوم حقبة جديدة لإطلاق إمكاناتها الحضارية والتاريخية والجغرافية والاقتصادية، وقدراتها الاستثمارية التي راكمتها عبر العقود الماضية، ومع موافقة مجلس الوزراء أمس على «رؤية المملكة 2030» نكون جميعا أمام مسار جديد تطرحه هذه الرؤية، والتي تستهدف اخراجنا من «إدمان النفط» كمصدر وحيد للدخل.. إلى حقبة التنوع الاقتصادي. وتطلع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته بمجلس الوزراء أمس، إلى أن تكون رؤية السعودية 2030 نموذجا للعالم على جميع المستويات. وقال: «وضعت نصب عيني السعي نحو التنمية الشاملة، وأن يعمل المواطنون والمواطنات معا لتحقيق الرؤية الطموحة، وأن تكون رؤية خير وبركة تحقق التقدم والازدهار للمملكة». ودعا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، الجميع إلى المزيد من التكاتف والتعاون من أجل الوصول إلى درجات أعلى في سلم التقدم والازدهار، وأن يتحمل كل منا مسؤوليته تجاه المحافظة على أمن الوطن ومنجزاته ومكتسباته. ومن أبرز مرتكزات الرؤية الجديدة ما أشار إليه سمو ولي ولي العهد في مقابلة تلفزيونية، حيث قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان: «نستطيع أن نعيش في 2020 دون نفط، وما عطل تنمية القطاعات هي حالة الإدمان النفطية، وهناك تقديس من البعض لشركة أرامكو، ومن الخطير التعامل معها وكأنها دستورنا، وسيحمل العام الجاري إصلاحا سريعا ممنهجا». وتفاعلت سوق الأسهم السعودية بإيجابية، حيث أغلق المؤشر على ارتفاع بأكثر من 111 نقطة، بعد اتضاح ملامح «رؤية المملكة 2030» وكذلك ما جاء في حديث ولي ولي العهد، عن مستقبل البلاد. وتوقع أن تكون حصة صندوق الاستثمارات 10% من القدرة الاستثمارية للعالم، مع وعده بعدم توقف مشاريع البنية التحتية، وحل مشكلتي الإسكان والبطالة، وإنشاء شركة قابضة للصناعات الحكومية، مؤكدا أن الخصخصة جزء مهم في مكافحة الفساد.