قال مسؤول عسكري يمني إن قوات يمنية مدعومة بطائرات هليكوبتر من طراز أباتشي تابعة للتحالف العربي الذي تقوده المملكة انتزعت مدينة الحوطة من مقاتلي تنظيم القاعدة بعد معركة صباح الجمعة. وقال مسؤول يمني آخر إنه بعد ساعات انفجرت سيارة ملغومة أمام مبنى وزارة الخارجية في مدينة عدن الجنوبية ولم تقع أي خسائر في الأرواح. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير في بيان على وكالة أنباء أعماق التابعة له. والسيطرة على الحوطة وهي عاصمة محافظة لحج التي يهيمن عليها المتشددون منذ الصيف الماضي هي واحدة من أهم مكاسب الحكومة اليمنية حتى الآن على حساب مقاتلي القاعدة الذين استغلوا الحرب المستعرة منذ أكثر من عام لكسب أراض. وقال المسؤول العسكري لرويترز إن القوات الحكومية بدأت هجومها مع شروق الشمس ونجحت بعد ضربات جوية ومعارك عنيفة استمرت عدة ساعات في انتزاع المدينة. وقال «اكتملت الحملة للسيطرة على الحوطة وتم تطهير المدينة من القاعدة والعناصر المتطرفة». وأضاف إن عدة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون من الجانبين بينما أسر نحو 48 متشددا. وفي ظل الفوضى الأمنية في اليمن الفقير سيطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على ميناء المكلا ومد سيطرته ونفوذه نحو 600 كيلومتر على طول الساحل الجنوبي لليمن وصوب مركز الحكومة في عدن. وتتعرض قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لهجمات متكررة من مقاتلي القاعدة وتنظيم داعش بينما تحاول الحكومة تأمين عدنوالمحافظات الجنوبية التي ينتشر فيها المتشددون. وكشف تحقيق لرويترز هذا الشهر أن تنظيم القاعدة يحقق مكاسب تصل إلى مليوني دولار يوميا بفرض ضرائب على الواردات من البضائع الأساسية والوقود. وحتى الهجوم على الحوطة لم يتكبد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خسائر تذكر في الأراضي رغم تصعيد الحملة الأمريكية للضربات الجوية والهجمات بطائرات بدون طيار على قواعده. وهز انفجار عنيف امس مدينة عدن إثر انفجار سيارة مفخخة أمام مبنى وزارة الخارجية. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن مجهولين فجروا سيارة مفخخة أمام وزارة الخارجية بحي المنصورة وسط المدينة، دون أن يسفر الانفجار عن سقوط أي ضحايا. وبحسب المصادر، فقد تضررت أجزاء من مبنى وزارة الخارجية والمدرسة الباكستانية الواقعة بالقرب منه. و حتى اللحظة لم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن تلك العملية. دور المملكة سياسيا، ثمن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الدعم الكبير الذي قدمته المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وتحقق من خلاله استعادة غالبية الأراضي في بلاده من قبضة مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية. وأشاد الرئيس هادي في الكلمة التي ألقاها بالقمة الإسلامية ال 13 التي عُقدت الخميس في مدينة إسطنبول التركية، بالدعم الذي قدمته الدول المشاركة في التحالف العربي لبلاده في مواجهة الانقلابيين. وقال: «لقد تحقق لنا خلال عام الكثير واستعدنا غالبية الأراضي اليمنية وجرى ذلك بدعم كبير من أشقائنا في التحالف العربي والإسلامي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ودولة الإمارات العربية المتحدة»، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. ونوه هادي في ذات السياق بإنشاء التحالف الإسلامي مشيرا إلى أن التحالف يمثل: «بارقة أمل بنشوء قوة إسلامية متماسكة تحمي أمتها وتسهم بفعالية في ردع الإرهاب وصناعة السلم الدولي وهو الأمر الذي يستدعي دعمه والمضي فيه قدما». وأكد الرئيس اليمني أن الانقلابيين في بلاده ما زالوا يماطلون في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، رغم مرور عام على إصداره, مبينا أن القرار 2216 قضى بتسليم سلاح الدولة المنهوب والانسحاب من المحافظات والمدن والمؤسسات والانصياع للسلطة الشرعية واستئناف العملية السياسية. ونوه هادي بالجهود التي قدمتها دول عربية وإسلامية لمقاومة الانقلاب في اليمن، والحيلولة دون استمرار الانقلابيين في غيهم. وقال «ولولا اصطفاف الشعب اليمني لمقاومة الانقلاب مدعوما بجهود عربية وإسلامية كريمة لاستمر الانقلابيون في غيهم وسيطرتهم بالعنف وقوة السلاح لكن إرادة الشعب كانت لهم بالمرصاد لأنهم لا يفهمون إلا لغة القوة». وجدد الرئيس اليمني تأكيده بأن نوايا الطرف المعتدي- ممثلا في الحوثي والمخلوع صالح- تهدد أمن اليمن والجوار والإقليم والعالم، مشيرا بالمقابل إلى تقديم السلطات الشرعية، دعما غير محدود لجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للمضي قدما في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي. وأوضح أن مشاورات الكويت، ستبحث آليات تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها إنهاء الانقلاب وتسليم السلاح وانسحاب الميليشيات المسلحة واستعادة مؤسسات الدولة، مضيفا إنه وبناء على ذلك يتم العودة للحوار السياسي وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار اليمني. كما أكد الرئيس اليمني أن حكومته ما زالت متمسكة بوقف إطلاق النار، وتحرص بشكل كبير على تثبيته لإيجاد مناخ مناسب لنجاح المشاورات، مجددا عزم السلطات على المضي نحو السلام العادل الذي ينهي الانقلاب، ويعيد الدولة اليمنية ويفرض سلطانها على جميع أراضيها.