تشير خرائط الطقس ونماذج التنبؤات العددية إلى استمرار الأمطار في المملكة لليوم الثالث على التوالي، في الحالة الربيعية المسماة (غامرة)، وتؤثر بأمطارها على درجة الحرارة، فيطرأ الانخفاض اعتبارا من اليوم في حواضر الدمام، مع تقدّم كتلة هوائية معتدلة البرودة. في حين تتشكل الخطورة من الرياح الهابطة، التي تتسبب في إثارة الغبار، مؤديا الى تدنٍ حاد في مدى الرؤية الافقية، على الطرق البرية في المناطق التي تتشكل فيها السحب الركامية، بالإضافة الى احتمال تشكل السيول في الأودية بالمناطق الممطورة. وطبقا إلى توقعات مصادر المتابعة الجوية، تكون الأمطار غزيرة غدا الخميس في أجزاء من المنطقة الشرقية، حيث تتكاثف السحب تباعا خلال الساعات القادمة، الذي يتضح في صور الاقمار الاصطناعية، التي ترصد المستجدات آنيا، بعد ان تهيأت الظروف المساعدة بارتفاع الرطوبة. فيما تتأثر المنطقة بحالة عدم الاستقرار؛ بسبب تعمق منخفض جوي مساء اليوم الأربعاء، والذي ينحسر تدريجيا نهار يوم الجمعة القادم بإذن الله تعالى، مع استمرار فرص الأمطار المتفرقة خلال اليومين المقبلين، في عدد من مناطق المملكة ودول الخليج العربية، وقد تكون رعدية أحياناً. ويوضح المختص في الطقس والفلك، سلمان آل رمضان، عضو الجمعية الفلكية بالقطيف، أن الحالة الجوية الربيعية الراهنة، تصنف ضمن التوقعات المسبقة للفترة الموسمية المعتادة في مثل هذه الفترة من العام، وتعرف ب (السرايات)، التي تعني في نوعيتها أنه لا يمكن تحديد مدى قوتها واقعا، قبل هطولها آنيا، ذلك لأنها تكون مباغتة وغير مسبوقة بمعالم يمكن أن يعوّل عليها، في تأكيد المكان والزمان على نحوٍ دقيق، وهو الشأن الذي يتكرر بمشيئة الله خلال مواسم السرايات، في نسق تشكل السحب ومن ثم هطل المطر. وفي مقارنتها بسجلات الأرشيف، وبرغم ملامح نماذج الطقس في التوقعات الأولية، فإنه يتبين نمط قوتها وغزارتها المفاجئة، فتكون مصحوبة بالعواصف الرعدية، ومترافقة بالغبار. وفي توقعاته يقول الفلكي آل رمضان: إن البوادر تشير إلى احتمال ذروة الأمطار، على المنطقة الشرقية بين اليوم الأربعاء والجمعة بإذن الله تعالى مسبوقة بمتفرقة خفيفة، كما تتواصل متفرقة في أنحاء المملكة ودول الخليج، وبالاضافة إلى ذلك، فإن هذا الموسم قد يستمر ممطرا حتى نهاية شهر أبريل الجاري، وفي النصف الثاني منه، يدخل موسم الذراعين الذي يكون جزء منه هو موسم مطر السرايات. وفي سياق متصل، كانت إشارة مختص الطقس والبيئة، عيسى رمضان، إلى أن الأمطار وغزارتها تزداد اليوم على المملكة، وتشمل منطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة والسواحل الغربية، بالإضافة إلى مناطق حائل والقصيم وأجزاء من الشرقية والعلم لله. وقال: إن فرصة الهطولات متواصلة على الكويت نهار الغد وتكون رعدية احيانا، الذي يدعو الى الحذر من رياحها وامطارها، خاصة في النواحي الشمالية والجنوبية الغربية، ومتوقع بمشيئة الله ان يستمر اليوم ايضا تشكل السحب وتساقط الامطار على البحرين وقطر والأجزاء الغربية من الامارات، ومن يوم غدٍ الخميس، تتحرك السحب لتشمل شرق الامارات وشمال ووسط عُمان. فيما تستمر خلال يومين على جنوب غرب السعودية، وتمتد إلى مكة والمدينة عبر حائل إلى الكويت والعراق، حيث تظهر كميات السحب في صورة القمر الاصطناعي الاوروبي، ملفتة في كثافتها التي بدت على شكل جبهة هوائية، وتمطر إن شاء الله في أنحاء متفرقة، تكون بين المتوسطة والغزيرة احيانا. وكان لرمضان توضيح عن حالة عدم استقرار الاجواء السائدة حاليا، بقوله: "إن منطقة شبه الجزيرة العربية تعرضت لمؤثر منخفض جوي سطحي، مصحوبا بأخدود متعمق في طبقات الجو العليا، الذي تسبب في اضطرابات الطقس، من خلال تشكل السحب الركامية وهطول الأمطار، التي يُتوقع أن تستمر على فترات متقطعة، مع ارتفاع الرطوبة النسبية على السواحل بشكل حاد، بحيث ينعكس على الإحساس بدرجات حرارة عالية نسبيا، وخاصة في نهاية هذا الأسبوع. كما تشمل الحالة الممطرة كلا من السعودية والكويت والعراق واجزاء من الخليج العربي، مع الامتداد الى وسط وغرب المملكة، منبها الى احتمال اشتداد سرعة الرياح، التي تعمل على اثارة الأتربة والغبار في المناطق الممطورة، والتي تؤدي أيضا لارتفاع أمواج البحر إلى مستويات عالية جدا، بما يعني اعاقة الملاحة وضرورة احتياطات السلامة، في عدم ممارسة الانشطة المائية من رياضة وصيد. وبحسب المختصين في الطقس، فمن المتوقع أن تكون الحالة الجوية الماطرة الراهنة، واسعة الانتشار في مساحات متفرقة، واحتمال قوتها في بعض المناطق خاصة في الغربية والجنوبية من السعودية، وتشمل ايضا بلاد الشام والعراق ممتدة الى غرب ايران، وتكون في معظم هذه المناطق، مترافقة باشتداد العواصف الرعدية وسرعات عالية جدا لرياح متقلبة الاتجاه، تبلغ من 60 إلى 70 كيلو مترا في الساعة، بما يؤدي الى انعدام مستوى الرؤية الافقية احيانا، وقد تصحب الحالة بالصواعق المفاجئة احيانا، مع استمرار مخاطر السيول.