عندما التحقت بمدرسة تاروت الابتدائية التي افتتحت أبوابها في (بيت الشيخ) بحي (الديرة) وسط جزيرة تاروت (وقد وصفت البيت/ المدرسة في كتابي (ومررت بالدهناء)، كان مدير المدرسة (الأستاذ سيد صالح بن هارون) يعاونه أستاذ واحد هو الأستاذ (سلطان بن راشد الفاضل). في نفس العام او في العام التالي التحق بالمدرسة أساتذة آخرون، هم الأستاذ (جاسم محمد الانصاري) والأستاذ (احمد الجار) والأستاذ (فهد الرزيحان) والأستاذ (خليل أحمد)، وكلهم أساتذة وطنيون من مدينة دارين الشهيرة. الأستاذ (جاسم الانصاري) هو الذي احتفلت مدينة رأس تنورة بالجائزة التي سميت باسمه (جائزة جاسم الانصاري للتفوق) والتي نقلت هذه الجريدة تفاصيل الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة في مدينة رأس تنورة برعاية محافظها يوم الثلاثاء 5/4/2016م (ونشر الخبر يوم الخميس 7/4/2016 م ص 37). لقد سررت جدا، كما سر الكثير من أبناء المنطقة، خصوصا في دارين وتاروت وصفوى وام الساهك بالإضافة الى رأس تنورة، بهذا الخبر وهذه المناسبة والمبادرة الكريمة من أهالي مدينة رأس تنورة ممثلين في لجنة التنمية الاهلية بالاشتراك مع إدارة التعليم، بإطلاق اسم أستاذي (جاسم الانصاري) على هذه الجائزة تقديرا وعرفانا بجهوده وتفانيه في حقل التربية والتعليم على ما يزيد عن أربعين عاما تنقل خلالها بين مدارسها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، أستاذا ومرشدا ومديرا، وقبل وفوق ذلك اخا وابا لطلابه ومربيا وموجها فذا. وفرحتي مضاعفة بهذه الجائزة لانها تكرم وتحمل اسم استاذي، من ناحية، ومن ناحية أخرى، فان الجائزة الناتجة عن تعاون مبارك بين الجهات الرسمية والأهالي، ستساعد، باذن الله، على غرس بذرة الطموح في شباب المحافظة (رأس تنورة) ليتطلعوا إلى المستقبل بروح وثابة متطلعة الى المزيد من العلم (ليخدموا به الوطن). ولعل المحافظات والمدن والقرى الأخرى في المنطقة وخارجها يحذون حذو رأس تنورة لتقديم جوائز التفوق، او غيرها، باسم أبناء المحافظة او المدينة او القرية البارزين والمبدعين والناجحين في أعمالهم وخدمتهم للوطن في شتى المجالات، ليستمر العطاء ويتجدد (زرع الطموح). عندما جاء الأستاذ جاسم مدرسة تاروت الابتدائية لم يكن قد حصل بعد على الشهادة الابتدائية، ولكن ذلك لم يمنعه من ممارسة مهنة التدريس بكل اقتدار. وفي نفس الوقت لم يكتف بما حصل عليه من علم حتى ذلك الوقت، بل راح يواصل دراسته حتى حصل على الثانوية العامة وشهادات أخرى ودبلومات في التربية والتعليم أهلته ليدرس في ويدير كل تلك المدارس ويمارس التعليم والتربية بكل كفاءة. نعم كان استاذي عصاميا وطموحا، لا يرضى لابنائه الطلاب الا بأفضل ما يكون عليه العلم وتكون عليه التربية. كان حازما، مع شيء من الشدة في نفس الوقت. ولكنها شدة الأب المهتم بمستقبل أبنائه. على الصعيد الشخصي، استمرت علاقتي (ومجموعة من طلابه في تاروت احمد الصادق، عبدالمحسن المرزوق، محمد المرزوق، حبيب حيدر، جميل حماد وغيرهم) استمرت علاقتنا (او الاحياء منا) بالاستاذ جاسم منذ ذلك الوقت في مدرسة تاروت الابتدائية وحتى الآن، نتصل ونتواصل حينما تكون الفرصة او المناسبة، نشاركه ويشاركنا الافراح والاتراح. وقد حضرت، مع بعض الزملاء أعلاه، حفل تكريم الأستاذ جاسم في رأس تنورة أيضا، يوم الثلاثاء 28/6/1412ه بمناسبة تقاعده بعد ان امضى أربعين سنة في مهنة التعليم. (كما نتواصل مع الأساتذة الآخرين (الاحياء منهم) الذين جاء ذكرهم أعلاه بقدر ما تسمح الفرص، كل ذلك عرفانا وتقديرا لجهودهم معنا، وللمعدن الطيب والأصيل في اساتذتنا والأخلاق العالية التي يتمتعون بها جميعا، ونرجو الا نكون مقصرين). أمد الله في عمر الأستاذ جاسم، ومتعه بالصحة والعافية، وجزاه الله خيرا على صنيعه الطيب وجهوده المباركة في تربية الأجيال. وشكرا لادارة التعليم وللجنة التنمية الاهلية في رأس تنورة. (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).