ابتكرت المعلمة شريفة موسى العسيري، من الابتدائية 13 بالخبر، أول غرفة مصادر للتربية الفكرية بالمنطقة الشرقية، تستطيع من خلالها طالبات الإعاقة الفكرية محاكاة الحياة اليومية والاعتماد على النفس والاستقلالية داخل المنزل وخارجه، بالإضافة لتسهيل المناهج الدراسية، وتبسيطها من خلال توفير الوسائل التعليمية اللازمة لتقريب المناهج. وأشارت المعلمة شريفة العسيري إلى أن تخصصها في مسار الإعاقة العقلية جعلها تفكر في طريقة تنتقل بطالباتها إلى الحياة الطبيعية والاندماج مع المجتمع الأسري والخارجي بشكل عام، فراودتها فكرة تأسيس غرفة مصادر لهذه الفئة، والتي تشكل طالباتها ما يقارب 60 طالبة من طالبات المدرسة، حيث تم افتتاح برنامج الإعاقة العقلية في مدرستها على مستوى الخبر بالإضافة لابتدائية أخرى. وأكدت أنها عرضت الفكرة على مديرة المدرسة، وتجاوبت معها، ثم انتقلت للبحث عن داعم لهذا المشروع المجتمعي والذي أطلقت عليه مسمى "مشروع ابن المبارك لمصادر التعلم لذوي الاحتياجات الخاصة"، حيث قيض الله له دعما من أهل الخير والذين يبحثون عن مجالات تنمية الفرد أيا كان ليكون صالحا في مجتمعه، وتابعت إن العمل استغرق عاما كاملا ما بين التأسيس وتوفير المواد التعليمية والتي طلبتها من جهات مختلفة. وقالت العسيري إنها اختارت 5 مجالات لتكوين المشروع، وهي: قسم العلاج الوظيفي والذي يهدف إلى استغلال الطالبة لكافة إمكاناتها الوظيفية المتناسبة مع عمرها مع مراعاة إعاقتها؛ من أجل إكسابها العديد من المهارات، أما المجال الثاني فهو قسم القصة والحوار بهدف تنمية القدرة على التذكر والحفظ والانتباه والحوار والخيال لدى الطالبة، أما القسم الثالث فهو "منزلنا" ويهدف لتنمية المهارات الحياتية والاستقلالية لدى الطالبة، والقسم الرابع هو قسم الوسائل التعليمية ويحتوي على 4 خزائن كبيرة الحجم تقوم بحفظ الوسائل التعليمية لدعم المناهج وتوفير وسائل إيضاح عالية المستوى، أما القسم الأخير فهو قسم الورشة وهو خط إنتاج للوسائل التعليمية يساعد على إنتاج الوسائل ذات مواصفات محددة مرة في العام. وتمنت عسيري أن يتم استغلال الغرفة بالشكل المطلوب من قبل معلمات المدرسة، منوهة إلى أن الخطوة التالية هي إقامة ورش تدريبية لمعلمات المدرسة للتدريب على استخدام وسائل غرفة مصادر الإعاقة العقلية. من جانبها، قالت مديرة إدارة التربية الخاصة بتعليم الشرقية ريم الغامدي: إن هذه الغرفة تعد الأولى في المنطقة الشرقية لفئة الإعاقة العقلية، وستسهم في تجويد الخدمات المقدمة لطالبات التربية الخاصة، حيث تحتوي الغرفة على أركان تحاكي الواقع وتدرب الطالبات على التعامل مع المهارات الحياتية والاستقلالية، وتمنت الغامدي أن تطبق هذه الغرفة في كافة المدارس التي تم افتتاح برامج تربية خاصة فيها، كما شكرت مديرة المدرسة مريم الدوسري وكافة الداعمين. من جانب آخر، عبرت والدة الطالبة هميان البوعينين عن سعادتها بافتتاح هذا المشروع، الذي لمست أثره في تحسن ابنتها دراسيا وفي مجال التحدث والحوار. يذكر أن حفل افتتاح الغرفة تضمن عددا من الفقرات التي قدمتها طالبات التربية الخاصة.