حلم رئيس نادي الاتفاق المهندس الشاب خالد عبدالله الدبل كان وما زال انقاذ فريق ناديه لكرة القدم من جحيم وحريق دوري الدرجة الاولى، وانتشاله لمكانه الطبيعي وإعادته لدوري جميل، ولم تكن هذه المهمة سهلة وبسيطة، بل كانت رحلة عناء طويلة وشاقة ومتداخلة ومتشابكة في ظل تقارب المستويات (فالداخل مفقود، والخارج مولود). ولا يختلف اثنان على أن دوري الرمال المتحركة دخل أحلك أيامه وأصعبها، صراع شاق وقاتل وغريب الأطوار والنتائج وقد بقي على انتهائه أربع جولات وما زالت ستة فرق تتصارع على الصدارة هي المجزل والاتفاق وحفر الباطن والجيل والعروبة وضمك، جميعها حبست أنفاسها مذعورة وخائفة، وبلغ التحدي والاستنفار أقصى درجاته، وتم إعلان حالة الطوارئ، ولأننا بصدد الحديث عن فريق الاتفاق أقول: (إذا أراد ضمان بوليصة الصعود عليه اسقاط فريق الباطن)، الذي استردّ القمة بعد فوزه الثمين على المجزل بأرضه (0/2). الكل يعرف أن فارس الدهناء مر بمرحلة انعدام الوزن وعدم الاستقرار في مباريات جولة الذهاب حيث شهدنا طلعات ونزلات ونتائج متأرجحة، لكن مجلس إدارة الاتفاق تسلح بالارادة والعزيمة والتصميم، ورفض الاستسلام والخنوع للواقع المرير، وأبى المجلس أن ينام على وسادة الشوك ويكتفي بالفرجة على الحرائق التي استفحلت، فسارعت إدارة خالد الدبل باتخاذ آلية مدروسة، وخطة محكمة كانت بدايتها ترميم وزيادة دعم الفريق والاستعانة بالمدرب التونسي القدير جميل القاسم (وشعرنا ببداية تبلوّر موقف، وتحسن أداء ونتائج) واستطاع فارس الدهناء اللحاق بركب الصدارة دون خسارة حيث فاز في ثماني مباريات مؤخراً وانتقل من المركز السابع إلى المركز الأول مؤقتاً وبات الآن في المركز الثاني بعد الباطن المتصدر بفارق نقطة واحدة. وهذه النتائج الايجابية كانت مؤشراً مُبشراً ومفرحاً لجماهيره الوفية التي عادت وبكثافة إلى المدرجات لدعم فريقها الذي كان على مستوى المسؤولية بعد أن تسلح اللاعبون بالهمة العالية، والروح القتالية، والجماعية المتقنة، وأثبتوا جدارتهم وجعلوا من الصعود والعودة لدوري جميل هدفهم الاستراتيجي، وكلمتهم العليا، وباتوا يرفضون بالمطلق بقاء فريقهم في دوري المظالم سنة ثالثة، والعودة لدوري الاضواء ليست مسألة حلم وهاجس فقط وإنما هي رد اعتبار، وصون هيبة وسمعة، والتمسك بالمكتسبات والمكانة والتاريخ المجيد لناد عتيد. والمتابعون يؤكدون أن الغوص في دوري الدرجة الاولى أشبه بمن يمشي ليلاً في حقل مزروع بالألغام وهذا يُجسد صعوبة الانتصار، لذلك تمسك فريق الاتفاق بخارطة طريق شجاعة تتناغم مع جولات الحسم الأخيرة، وتتمحور في التركيز على الاسابيع الاربعة المتبقية والمفصلية، وليس أمام فارس الدهناء إلا حل واحد هو استمرار واستكمال النهج الذي كان يتبعه في مبارياته الاخيرة وأركز هنا بالتحديد وحصرياً على المباراة المقامة مساء السبت المقبل (2016/4/2) في حفر الباطن أمام فريقها وهي مباراة حياة أو موت وفوز فريق الاتفاق فيها يجعله يقطع 75% نحو الصعود لدوري جميل فيما يتبقى له مباراتان في الدمام مع الحزم والطائي واخرى أمام الوطني في تبوك، وأنا متفائل بعودة الاتفاق لدوري جميل هذا الموسم بشرط فوزه على فريق حفر الباطن. ولا بد من التذكير قبل الختام بتزايد واشتعال صراع القمة في دوري الاولى من خلال الجولات الاربع المتبقية والحاسمة، فرهان التحدي المتصاعد بين الراكضين نحو القمة والفوارق النقطية الضئيلة جداً بين المتصارعين ستُحول القمة إلى جحيم، ولهذا فإن نجاح الاجهزة الفنية والادارية لفرق الصدارة يقاس بمدى القدرة على استخدام وتوظيف العاملين الفني والنفسي وكيفية استثمارهما لصالح فريقه بالشكل الافضل. وإلى اللقاء.