ألقت أولى ندوات معرض «الفهد.. روح القيادة» بنسخته الثالثة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مساء امس الاول "الخميس"، تحت عنوان "الفهد صانع التنمية"، بحضور صاحب السمو الملكي الامير تركي بن محمد بن فهد رئيس اللجنة التنفيذية للمعرض، الضوء على إنجازات الملك فهد بن عبد العزيز -يرحمه الله-، التنموية ونهجه الاصلاحي. وتناول الإعلامي والباحث الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، والمهندس خالد الزامل خلال الندوة التي أدارها الإعلامي قصي بدران، اسهامات الملك فهد "يرحمه الله" في تحديث السلطات الدستورية الثلاث للدولة. وقال د. الشبيلي: إن إنجازات وإسهامات وتاريخ الملك فهد في تحديث السلطات الدستورية الثلاث للدولة، حاضرة في الاذهان، ويضاف إليها منهجه الذي تميز به في لقاءاته الدورية المتكررة للحديث الى طلاب الجامعات ومع المبتعثين ومع اعضاء مجلس الشورى والقيادات الإعلامية لشرح نهجه الاصلاحي في حوارات عامة تبادلية مفتوحة تمتد لساعات. واشار د. الشبيلي الى بروز نهج الملك فهد -رحمه الله- في السنوات الثلاث الاولى من حكمه بين عامي 1983و1985م، وحرصه على الالتقاء المباشر بطلاب الجامعات ذكورا واناثا في جامعاتهم وبالطلبة المبتعثين الذين تجمعوا في المدينة الرياضية بجدة، فشهدت تلك السنوات لقاءات مفتوحة مطولة تحدث فيها مرتجلا احاديث تلقائية وتطرق فيها الى جملة مما كان يجول في خاطره عن شؤون الوطن والاحداث السياسية المحيطة بالمنطقة، كما كان يلتقي سنويا مع اعضاء مجلس الشورى في بداية كل سنة "شورية"، وفي الوقت نفسه كان يحرص على عقد لقاءات دورية خاصة مع الصحفيين المحليين ومسؤولي الاعلام، بغرض تزويدهم بالخلفيات السياسية لبعض الاحداث ولتفسير مواقف المملكة نحوها بما يساعدهم على قراءتها بشكل واع عندما تتناولها صحفهم. وأضاف د. الشبيلي: إنه كان من الواضح للكثير من المعاصرين أن الملك فهد -يرحمه الله- قبل توليه الحكم وفي أثنائه كان ميالا نحو الانفتاح والتجديد، الا ان الظروف السياسية التي احاطت بالبلاد منذ حادثة احتلال الحرم المكي الشريف في مطلع عام 1400 ه - 1989م وما تبع ذلك من تداعيات، ثم حادثة احتلال الكويت بعد عشر سنوات 1990م وما رافق تلك الازمة من مخاضات عميقة التأثير في الاوساط الداخلية وعلى المستوى الاقليمي، جعلت صياغة النظام تأخذ منحى متحفظا نسبيا عن ان يأتي بمستوى التوقعات المأمولة "كمشاركة المرأة والانتخابات والرقابة المالية"، وكانت تلك الظروف شبيهة الى حد ما بالتحولات التي احاطت بالبلاد في اعقاب ثورة اليمن، والتي جعلت الملك فيصل المعروف بفكره التقدمي يتبع سياسية حذرة ومتدرجة في تنفيذ منهجة الاصلاحي الذي كان قد اقترحه عام 1962م. ومن جهته، أشار المهندس خالد الزامل خلال الندوة إلى رعاية الملك صفهد -يرحمه الله- لخطط التنمية الاقتصادية وتوطين الصناعة ودعمها وتعزيز دور القطاع الخاص في التنمية التي شهدتها الدولة في عهده الزاهر، مشيراً الى اهتمامه -يرحمه الله- بتنمية وتطوير الموارد البشرية وتشجيع العنصر البشري السعودي، حيث بلغت الكليات التقنية في عهده 24 كلية وعدد الملتحقين بها أكثر من 39 ألف طالب والمستجدين 19.2 ألف طالب، والخريجين 10.1 ألف طالب، كما ساهم -يرحمه الله- في دعم التنمية الصناعية الوطنية من خلال إنشائه للمدن الصناعية والصناديق الحكومية والموانئ والطرق البرية وتحلية المياه، والكهرباء، وكذلك إنشاء مجلس للغرف التجارية، وأوجد نظاما لحماية وتشجيع الصناعات الوطنية، وقُدمت في عهده قروض صندوق التنمية الصناعية، وأقر نظام المشتريات الحكومية، مما ساهم في ارتفاع القيمة المضافة في الناتج المحلي الاجمالي، وكذا ارتفاع الصادرات النفطية، وزيادة عدد المصانع، وفي ختام الندوة كرم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد، المحاضرين ومدير الندوة. د. الشبيلي وم. الزامل يتوسطهما الإعلامي قصي البدران خلال الندوة