إنا لله وإنا إليه راجعون، لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رحم الله شيخنا الغالي سليمان بن محمد الرشيد وجعل الفردوس الأعلى مسكنه وجزاه خير الجزاء على ما قام به في أوجه الخير وجعله في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. يعلم الله أننا لفقدك يا أبا محمد لمحزونون، كيف لا وقد عشنا معك عشرات السنين ونحن ننهل من تجاربك ونصائحك وخبراتك التي تسجل بماء الذهب؛ لتكون نبراسا للأجيال وعملا يقتدى به، أنت ذلك الرجل الذي ينفق بسخاء وينفق بصمت لا يريد إلا وجه الله تعالى، وما أكثر أنواع وأبواب الخير التي كان لك السبق فيها. كنت عندما أجلس بجانبك وتبدأ حديثك أتمنى أن تستمر؛ لأن كل كلمة تقولها تأتي من شيخ عركته الحياة حلوها ومرها حتى خرج منها وهو المعين الذي ينهل منه كل من ورده، بل ويطلب المزيد، وكنت إن تحدثت معك عن الحياة ومعاناتها فأنت المجرب الذي كالطبيب في وصفه للعلاج، وإن تحدثت معك عن الاقتصاد والأعمال كنت الخبير الذي يسترشد برأيه. كان التواضع والرفق والهدوء هو ديدنك ومنهجك، لم تتخرج من جامعة أو تحمل شهادة دراسية، لكنك كنت -بحمد الله- معلما لكل من أراد أن يتعلم في مدرسة الحياة. رحمك الله يا شيخنا ويا قدوتنا وعوضنا الله خيرا بفقدك، فهي مصائب الدنيا التي لا حول لنا ولا قوة فيها إلا أن نستعين بالله سبحانه وتعالى، ونرفع الدعاء له سبحانه أن يجمعنا بك في الفردوس الأعلى، وأن يرحم والدينا والمسلمين، وأن يجبر عزاء أبنائك وبناتك وأمهاتهم، فهم خير خلف لخير سلف في محبتهم وتواضعهم. والحمد لله على قضائه وقدره. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.