توصل باحثون إلى أن من يستخدمون الأسبرين بصفة منتظمة على مدار السنين، قد يكونون أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون. ووجد العلماء أن من يتناولون الأسبرين بضع سنوات تتراجع لديهم مخاطر الإصابة بمختلف أنواع السرطان عموما، ويعود ذلك أساسا إلى تناقص احتمالات الإصابة بسرطان القولون. وأوضح أندرو تشان، كبير المشرفين على البحث بمستشفى ماساتشوستس العام، أن الأسبرين يقلل من ظهور الأورام بصورة عامة، ومن أكثرها شيوعا، تراجع خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي. وأشار تشان إلى أن الأسبرين يزيل الالتهابات من شتى أعضاء الجسم، وهو الأمر الذي قد يقلل من احتمالات ظهور الأورام، كما أنه يؤثر على مادة البروستوجلاندين الطبيعية المسؤولة عن أورام القولون، وفقا لما نشرته سكاي نيوز عربية. وكانت قوة المهام الأميركية للخدمات الوقائية المدعومة من الحكومة قالت في 2015: إن من يتناولون الأسبرين ل10 سنوات على الأقل بغرض الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، ربما تتراجع لديهم أيضا احتمالات الإصابة بسرطان القولون. وجدت دراسة حديثة أن لأقراص الأسبرين القدرة على تدمير الخلايا السرطانية والوقاية من سرطان الأمعاء، من خلال التحكم بعمليتين أساسيتين تؤثران على كمية الطاقة المستهلكة في الخلايا. ووجد باحثون أن الأسبرين يوقف عمل بروتين "إمتور"، الذي ينشط في الخلايا السرطانية، ويلعب دورا كبيرا في جعل هذه الخلايا تنتج بروتينات بكميات زائدة، ما يدفع الخلايا السرطانية للنمو بمعدل أسرع. ويعمل الأسبرين على تنشيط بروتين آخر يدعى "إيه إم بي كي"، الذي يشغل المسارات المولدة للطاقة في الخلايا، بينما يوقف عمليات أخرى تحتاج للطاقة، مثل عمليات إمتور. وأوضح الباحثون في جامعتي إدنبره ودانديه أهمية هذه الأدوار التي يقوم بها الأسبرين في التصدي للسرطان. وقال الباحث فرحات دين: "هناك العديد من الأدلة التي تثبت أن الأسبرين قادر على الوقاية من مرض السرطان، إلا أن آليته في التصدي لهذا المرض هي موضع الأبحاث، وبحثنا أثبت أن الأسبرين يؤثر على مصدرين أساسيين للطاقة في الخلايا المسببة لسرطان الأمعاء، ما وفر لنا رؤية واضحة حول كيفية عمل هذا المرض". يشار إلى أن الاستعمال طويل الأمد للأسبرين قد يؤثر سلبا على بعض الأشخاص. ويعد الهدف الأهم الذي يحاول الباحثون التوصل إليه هو التعرف على العوامل التي تؤثر على توازن مستوى الطاقة في الخلايا، ما يساعد في تطوير أنواع جديدة من الأدوية ذات فعالية أكبر في التصدي للمرض الخبيث. وأضاف دين: "فشلت العقاقير الأخرى التي تستهدف بروتين إمتور لأن الخلايا السرطانية تجد طرقا أخرى بديلة لاستخدام مسارات الطاقة، وباستخدامنا الأسبرين كنموذج مبدئي سنتمكن من اكتشاف أدوية جديدة تستهدف مناطق مختلفة من مسارات الطاقة، الأمر الذي سيمكننا من القضاء على المرض". أما الباحث نيك جونز فقال: "يوفر لنا هذا البحث رؤية واضحة حول كيفية عمل الأسبرين وتأثيره على الخلايا السرطانية".