نجا فضيلة الشيخ الدكتور العالم الورع عايض بن عبدالله القرني من محاولة اغتيال نفذها مجهولون في الفلبين. وتعرض لإطلاق نار وإصابته باليد. وكان الحادث قد وقع أثناء قيام الشيخ بإلقاء محاضرة في مدينة زامبوانجا الفلبينية بحضور أكثر من 10000 شخص وبدعوة من إحدى الجمعيات الخيرية، أطلق مجهول النار أثناء ركوب الشيخ السيارة. وقام الجاني بإطلاق ثلاث طلقات أصابت إحداها يد الشيخ، فيما قَتَل رجال الأمن الجاني وألقوا القبض على مرافق الجاني، ولم يصب أحد من مرافقي الشيخ كما أذيع ونحمد الله على سلامة الشيخ ومرافقيه، والسؤال الحائر فى عقول العامة لماذا يستهدف داعية لا يملك ترسانة عسكرية ولا يترأس ميلشيات مسلحة؟! وليس لديه القرار بتسيير الجيوش، ولا يملك المال والارصدة التى يستطيع بها أن يهز اقتصاد دول او حتى أفراد! لماذا انشغلت وكالات الأنباء والقنوات الفضائية والهيئات الدينية والمجامع الفقهية والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخبر محاولة اغتيال هذا القروي الجنوبي المنحدر من قرية ال شريح، العاطل عن العمل منذ أن ترك التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية وتفرغ للدعوة والتأليف! لماذا ضج العالم الإسلامي بخبر المحاولة الاثمة؟، سأقول لكم بكل بساطة ووضوح وهو أن الله أراد بهذا الرجل خيراً، وخير العلي القدير ليس كخير البشر فخير الله يجمع محبة الناس وحفظه وكمال نعمته وقبوله، تصديقاً لقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم (من أراد الله به خيراً يفقهه فى الدين) وعايض المستهدف فقط فقهه الله بدينه ويسر له فهم هذا الدين العظيم ونقله للناس واصبح صاحب فلسفة خاصة بالدعوة. وتميز بالمنهج الوسطي البعيد عن الغلو والتنطع. عايض القرني كما أسلفت لا يملك من قوة الحديد ولا المال ما يؤهله لأن يكون مستهدفا، ولكن الله حباه ومن عليه ب «لا اله الا الله» يقولها ملء فيه فتنزل على رؤوس «المغضوب عليهم» كقنبلة هيروشيما ويرسل صواريخ عابرة للقارات محملة ب «لا اله الا الله» يطلقها من فوق المنابر فتصعق من بقلبه مرض، يرسل فى كل مناسبة طائرات الاباتشي من موحد الى ملحد فتشتت أفكاره وتخرب أوكاره ب «لا إله إلا الله»، أراد له الضالون أن يسكت عن قوله «لا إله إلا الله» ولم يجدوا غير الرصاص له سبيلا، لأن عقولهم فارغة ولا يستطيعون أن يجابهوه ويناظروه بالحجج، فكان هذا التخطيط الشيطاني، فحمداً لله على سلامتك أيها الشيخ الجليل، وقدر الله أن تحمل وساماً على ساعدك ستراه بحول الله يشع نوراً فى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ولن أقول لك أفضل مما سطرته فى كتابك الشهير «لا تحزن» عندما قلت: (إن غدا مفقود لا حقيقة له، ليس له وجود، ولا طعم، ولا لون، فلماذا نشغل أنفسنا به، ونتوجس من مصائبه، ونهتم لحوادثه، نتوقع كوارثه، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه، أو نلقاه، فإذا هو سرور وحبور، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد، إن علينا أن لا نعبر جسرا حتى نأتيه، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام).