على مدى أسبوعين تزينت سماء الرياض بمناطق المملكة تتلألأ في سمائها كعقد لؤلؤ، ففي العرس التراثي والثقافي الأهم في تاريخنا "الجنادرية" اجتمعت المناطق الثلاث عشرة من خلال حضور باهٍ لكل منطقة بتراثها وتاريخها وتفاصيلها والتي تمتعنا بها نحن سكان الرياض وزوارها. كم كانت جميلة الجنادرية ونحن نرى تراثنا ونتمعن في كنوزه الشعبية التي تمتلكها كل منطقة، كم كانت مبهجة الأهازيج الشعبية والرقصات، يا لهذا الإرث الثراثي العريق والتاريخ العظيم! وكم نحن بعيدون تماما عنه!. لذلك يتبادر لذهني استفهام عن حجم ما خسرنا بقلة معرفتنا بتفاصيل مناطق المملكة! فأغلبنا للأسف يختصر معرفته بالوطن بالحدود الجغرافية وأسماء المدن، لكننا نجهل وطننا وتفوتنا الكثير من تفاصيل الحياة في مناطقه الكبيرة المتشعبة! رغم أن السفر والتنقل بين دول العالم أصبح سمة أساسية في حياة السائح السعودي الذي ينفق ألوف الريالات على السفر لكافة قارات العالم بحثا عن الفن والتاريخ والمتعة! ومهما أقيمت المعارض والمهرجانات التي تنقل التراث وتفاصيل الحياة من منطقة لأخرى، لن تكون بمثل أن تزور المنطقة بذاتها، تقرأ تفاصيل وجوه أهلها، تعيش بينهم، وتجرب حياتهم. ماذا لو كان هناك شبكة طرق متشعبة فعالة تربط المناطق فيما بينها؟ كيف لو انسابت الحركة بسهولة وازدهرت السياحة في كل منطقة وراعت متطلبات العائلة السعودية؟. ومن جهة أخرى، كيف كانت الجنادرية على مدى أسبوعين؟ الجميع يستمتع بالاحتفالات ويتحرك بأريحية والنظام موجود. العائلات تتفرج، الفتيات متزينات بحلل شعبية موزعة في كل مكان، والأطفال يتعرفون أكثر على تراث وطنهم، والمقيمون من عرب وأجانب يكتشفون المملكة بعد أن تشبعنا نحن بثقافات العالم وتراثهم وفنونهم.. ومضت الحياة بلا مشاكل واستمرت بلا فوضى كما سمعنا وترددنا لعقود! ما ضير لو أن هذه الاحتفالات والكرنفالات المبهجة صفة دائمة في حياتنا! شخصياً، لست من عشاق التراث، لكن أنا ابنة هذا الوطن الكبير الغني بإرثه الثقافي والتراثي، يهمني أن أعرف عنه أكثر وأتمعن بتفاصيل مناطقه، تاريخه وماضيه، وواحدة من كُثر تسعدني مظاهر الفرح وأحب أن اعيشها في وطني قبل أن اهرب لأي مكان آخر لأعيشها! لذلك لم يحصل أن زرت أغلب مدن المملكة ولست أدري إذا ستزدهر السياحة يوماً وتتلون الحياة ونستغني بكل ما نملك ويتحول اتجاه بوصلتي وبوصلة المسافر إلى الداخل!.