قد تسقط فكرتك من السماء وهذا أمرٌ حقيقي ويقال عن ذلك إلهام، لكن الأمر الذي يجهله البعض هو أنه يمكن توليد الأفكار أو تطويرها وتنقيحها وتنفيذها، بل يجب عليك أن تتعلم آلية التقاط تلك الأفكار فور سقوطها أو احتضانها عندما تلدها ثورة عقلك.. كما يمكنك اختطاف الجهنمي منها ومن ثم رسم خرائطها وتصميم قوالب للمضي بها عقب استيقاظك من حلمك.. يثور العقل أحيانا لتلد ثورته تلك نوعاً فريداً وسلسلة متكاملة لشتى أنواع الفنون.. يحلم أحدهم أحلاماً بنفسجية عدة ويربطها بواقعه ليتألق ويصبح بذاته مفتونا.. يختلط أحدنا بأشخاص من الطبقة المخملية فيصاب بعدوى التفكير بجنون.. الفكرة باختصار هي ضيف يزور ذهنك فجأة ويجدر بك تدوينها فوراً، قد تكون أمراً جديدا أو حلاً لمشكلة ما أو تبسيطا لأمرٍ معقد، قد يصل بك الأمر إلى نقض نظرية ما أو إعاة تنفيذ مشروعٍ ما أو قد تكون لسد حاجة أو إشباع رغبة أو من أجل سد فراغ؛ كما أن هناك أفكارا للمتعة أيضاً. يحدث أن تزدحم ذاكرتك بالعديد من المشاعر المتضاربة وأن تمتلئ آنية ذهنك بكل ما هبَّ ودبَّ على هذا الوجود، مما يصيبك بتشوش الأفكار وصعوبة اتخاذ القرار، كازدحام نافذة سيارتك الأمامية بزخات المطر مما يسبب لك ضبابية في الرؤية، كما قد تتعاند فكرتان معاً في آنٍ واحد وتتأرجح أنت بينهما في المنتصف، فلا أنت قادر على إيقاف سيل الأفكار المتزاحم ولا أنت متمكن من الحكم بعدلٍ بينهما.. في حال تشابك الأفكار أعد توازنك ورشح ثلاثة أفكار منها ومن ثم نقحها لتقيمها وتتعمق في تفاصيلها. كيف أقطف فكرتي المجنونه؟ اقرأ أي شيء.. اسأل.. حلل القضايا المتشابهة.. اغرق في بحر أحلامك وأحسن رمي سنارتك.. اربط بين أي أمرين مختلفين.. ادمج لكن بمزيد من الخيال.. كن كجهاز الرادار وراقب الناس والظواهر ولا تعش بلا هدف.. اختلط لتحفز عقلك فالأفكار معدية.. اعرف نفسك جيداً.. اخطأ كي تسلك قدماك الطريق الصحيح.. جرّب.. ابحث.. كن ملهماً لغيرك ينعكس عليك ذلك فتنهال عليك عبقريتك وإبداعك الفكري.. اقلب تفكيرك وألق نظرة على الاتجاه المعاكس. توليد الأفكار ليس له حدود لكن تعلم أن تتلاعب بالقيود ليتشكل لديك ربحٌ فكري جديد. إن كنت غائباً حين سقطت الأفكار من السماء.. يمكنك الصعود للسماء كي تحصل عليها ومن ثم تنطلق..