استحوذت البئر رقم 7 التي تحكي قصة انطلاقة بدايات النفط في المملكة على اهتمام زوار «بيت الخير» بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية 30. ووضع مجسم لمحبس التحكم في تدفق النفط من البئر الذي يعطي صورة عن بدايات الاستخراج التجاري للنفط. ففي الثامن من شهر ربيع الأول من عام 1358ه، نصب «المغفور له بإذن الله» الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، مخيمه الملكي في مدينة الظهران مصطحبًا معه أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار مسئولي الدولة ووجهاء المنطقة الشرقية وأعيانها، ليأذن جلالته بفتح أبواب الخير والثراء لهذه البلاد المباركة من خلال فتح صمامات أنابيب الزيت المنتج في المملكة وتدفقه لأول مرة في صحرائها الشاسعة، ومن يومها أصبح هذا المكان معلمًّا من أهم المعالم التي توليها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أشد الاهتمام لعمق تاريخه الجغرافي بجلوس الملك عبدالعزيز فيه، ووقوعه على المرتفع الجيولوجي لأول بئر مكتشفة للبترول والمسماة بالبئر رقم 7 «بئر الدمام»، وفي الأسبوع الأول من مارس 1938م، حققت بئر الدمام رقم «7» الأمل المرجو، وكان ذلك عند مسافة 1441 متراً تحت سطح الأرض، وبدأ الزيت بالتدفق من البئر بمعدل 1585 برميلا في اليوم. وكانت بدايات التنقيب في السابع من ديسمبر 1936م، وبدأ أخصائيو حفر الآبار الاستكشافية في حفر بئر الاختبار العميقة رقم «7». وإذا كانت الآبار الأخرى التي تم حفرها قبلها مخيبة للآمال، فإن البئر رقم «7» لم تكن خالية من ذلك، في البداية، فقد حدث تأخير في عملية الحفر، كما كانت هناك بعض المعوقات، وانحشر أنبوب الحفر، وحدث كسر في جنزير الرحى، وسقطت مثاقيب الحفر في قاع البئر المحفورة، وكان لابد من التقاطها، كما حدث انهيار لجدران البئر، ورغم وصول جهاز الحفر الرحوي «الذي يعمل بقوة البخار» إلى طبقة البحرين الجيولوجية فقد ظلت النتيجة واحدة وهي أنه لا يوجد نفط!، ولكن سرعان ما تغيرت الأحوال بعد طول معاناة ومحاولات، ففي الأسبوع الأول من مارس 1938م، حققت بئر الدمام رقم «7» الأمل المرجو، وكان ذلك عند مسافة 1441 متراً تحت سطح الأرض، أي بزيادة تقل عن 60 متراً عن العمق الذي كان الجيولوجيون يتوقعون وجود النفط عنده، بدأ الزيت في ذلك الحين بالتدفق من البئر بمعدل 1585 برميلا في اليوم، وبعد حوالي ثلاثة أسابيع ارتفع المعدل اليومي لإنتاج البئر إلى 3810 براميل، وعمت أجواء عارمة من الفرح، ثم بعد بضعة أشهر، أعلن رسمياً أن حقل الدمام ملائم للاستثمار التجاري، فكانت هذه البئر جديرة حقاً بأن تحظى بلقب «بئر الخير» الذي أطلقه عليها الملك عبدالله بن عبدالعزيز «رحمه الله». وصاحب هذا الاكتشاف الهائل فيما بعد إنشاء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أول جامعة تهتم بالنفط في المملكة في عام 1383ه في نفس المكان الذي أقيم فيه مخيم الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه».