تايلر كوين، أستاذ الاقتصاد في جامعة جورج ماسون، لديه منشور مثير للاهتمام عبر المدونة يسأل فيه سؤالا بسيطا بطريقة مخادعة: «أنت مستثمر بمبلغ 10 ملايين دولار وتخطط لكي تقبض ثمار استثمارك بعد 20 عاما. يظهر لك جني ويعرض أن يرسل لك السعر لنوع واحد فقط من الأصول بعد 20 عاما من الآن للاستفادة من هذه المعلومة في قرارات الاستثمار الخاصة بك (الأسهم وزوج من العملات والسلع الأساسية ومؤشر الأسهم .... إلخ). فماذا تريد أن تعرف؟" أحب هذا السؤال، لكن بطريقة غير واضحة وغير متوقعة. رد حوالي 100 شخص على كوين بإجابات مثل مؤشر وكالة ستاندرد أند بورز 500، والسلع الأساسية، وسعر صرف الدولار في مقابل اليورو، وجوجل وأبل والحليب، وأسعار العقارات المحلية، ومؤشر مورجان ستانلي المركب لمجموع العائدات العالمية، والنحاس وغيرها. كل الإجابات لا بأس بها ومثيرة للاهتمام - وجميعها خاطئة. وليس فقط أن الإجابات غير صحيحة. فهذا يذكرنا بالشخص الذي يجري المقابلات الذي يطلب من صاحب الطلب فتح نافذة مغلقة بشكل دائم: إنه سؤال مخادع. الهدف حقيقة ليس العثور على إجابة صحيحة، بل الكشف عن عمليات التفكير لديك ومهارات حل المشكلات. دعونا نشرح السبب في أن الإجابات خاطئة: إن مجرد معرفة السعر الذي سيكون عليه نوع معين من الأصول بعد عشرين عاما من الآن لا يوفر لك المعلومات الكافية لصياغة فرضية استثمار ملائمة ومعقولة. أسعار الأصول ليست فقط متقلبة ودورية، بل الأهم من ذلك، أنها نسبية. حيث ان السعر وحده هو مجرد جزء من كم من المعلومات داخل عالم شاسع من نقاط البيانات، التي ربما يكون الكثير منها حتى أكثر أهمية من سعر تلك الأصول المنفردة ونقطة زمنية محددة في المستقبل. إليكم مثال على السبب في هذا. أنا على ثقة بأنني إن أعطيتك سعر أحد الأصول لعام 2036، يمكنك إعداد تفسيرات متعددة لكيفية وصوله لهذا السعر. إذا كان النفط بسعر 15 دولارا للبرميل في عام 2036، فما هو السبب؟ هل هو بسبب ركود عالمي رهيب ألحق الضرر بالطلب، أو اكتشافات جديدة لاحتياطيات ضخمة ومجهولة في السابق، أو تحقيق اختراقات تكنولوجية في مجال وسائل النقل تجعل تعبئة الخزانات بالوقود أمرا عفا عليه الزمن، أو بسبب بدائل جديدة للطاقة تحل محل النفط؟ وماذا عن شركات النفط في حد ذاتها؟ هل انهارت ولم تعد موجودة، أم هل تم الاستحواذ على الضعيفة منها من قبل الناجين مقابل علاوات تفرض على أسعار أسهمها؟ يمكنك إيجاد سيناريوهات مماثلة للسلع الأساسية الأخرى، والدولار الأمريكي وأسهم الأسواق الناشئة وهكذا. السعر وحده يعطيك فقط جزءا من الإجابة، ولا يخبرك بالجزء المهم. الجزء المهم فعلا بالنسبة إليك كمستثمر هو ما يلي: هل هذا المكان الذي ينبغي عليك وضع أموالك فيه؟ السؤال نفسه يجعلك تبحث في المكان الخطأ للسبب الخطأ - وهو الحصول على سعر واحد. إن ما تخدعك به هذه التجربة الفكرية هو ما ستفعله في حالة واحدة فقط وهي أن تكون تذكرة اليانصيب لربح الملايين هي الرابحة. ربما يكون من الممتع التخيل، لكن هذا كل ما في الأمر، حلم لا يستند إلى واقع. لكن طرح السؤال يساعد فعلا في الكشف عن أحد العناصر الحاسمة في معادلة الاستثمار: ان المستقبل أصلا مجهول وغير معروف. ومع ذلك، يمارس الكثير جدا من المستثمرين نسخة معينة من المستقبل، ما يؤدي بهم إلى التماس الأسهم السحرية، أو صناديق الاستثمار الأمثل، أو مدير صندوق التحوط التالي، أو في هذه الحالة، سعر امتلاك واحد من هذه الأصول بعد 20 سنة. ما يترتب على ذلك، منطقيا هو أن هذا النهج في الاستثمار يرتكز على خدعة أساسية - أن بإمكان شخص ما أو أي شخص تزويدك بالإجابة الشافية لتساؤلات الاستثمار لديك. أكره أن أخيب آمالكم يا رفاقي، لكن لا أحد يمكنه فعل ذلك لكم. لذا، يتضح أن الإجابة الصحيحة هي: «آسف، أنت توجه سؤالا خاطئا». كلما عجل المستثمرون في تقبل فكرة أنه ليست لديهم أدنى فكرة عن المستقبل، ستكون حالهم أفضل.