استعد ألوف النشطاء المطالبين بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك في ميدان التحرير بوسط القاهرة لاعتصام طويل بعد انتهاء احتجاجات يوم الرحيل دون أن يترك السلطة. ولاحظ من دخلوا الميدان امس السبت تعدد الحواجز التأمينية التي أقيمت من قبل المحتجين في المداخل الستة المؤدية الى الميدان. المتظاهرون يستعدون لاعتصام طويل- رويترز وقال شاهد: ان هناك كميات كبيرة من الحجارة خلف كل حاجز الغرض منها صد مهاجمين محتملين ممن يؤيدون بقاء مبارك في الحكم. أسبوع الصمود وبعد انتهاء احتجاجات يوم الرحيل أعلن المحتجون أنهم بدأوا ما سموه أسبوع الصمود وأنه يتضمن مظاهرات مليونية في البلاد اليوم الأحد ويوم الثلاثاء ويوم الخميس ليكون يوم الجمعة المقبل ذروة الاسبوع. وقال الشاهد: إنه لاحظ أن أغلب من يدخلون الميدان اليوم من المحتجين يحملون أغطية وكميات كبيرة من الطعام والشراب الأمر الذي يرجح أن أعدادا أكبر ستشارك في الاعتصام الليلي في الميدان. وأضاف أن نقاط التفتيش تعددت عند المداخل. وتابع :فتشوني خمس مرات قبل أن أدخل الميدان. سيناريوهات الرحيل وبدأت القوى السياسية والمعارضة في بلورة حلول وسيناريوهات لخروج الرئيس المصري حسنى مبارك من السلطة واجراء إصلاحات سياسية ودستورية للبلاد، وذلك في أعقاب «جمعة الرحيل» التي تظاهر خلالها مئات الآلاف من المواطنين لإسقاط النظام الحاكم، بعد رفضهم استمراره في الحكم حتى انتهاء ولايته في سبتمبر المقبل. وتضمنت السيناريوهات تخلي الرئيس عن صلاحياته لنائبه عمر سليمان مستندين في ذلك لإحدى مواد الدستور، بينما طالبت قوى سياسية أخرى بأن يعطي الرئيس أوامره بتغيير المواد محل الخلاف في الدستور ويغادر منصبه في مدة أقصاها 60 يوما. وأكد الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، ضياء رشوان، وجود محاولات لإيجاد حل يوافق عليه جميع الأطراف من المشاركين في «ثورة يناير» والقوى السياسية، يضمن خروجا آمنا للرئيس حسنى مبارك من السلطة بما يحفظ كرامته وعدم محاكمته، وذلك استنادا إلى المادة 139 من الدستور، التي من خلالها يتنازل الرئيس عن سلطاته وصلاحياته لنائبه عمر سليمان لتولي تنفيذ إصلاحات دستورية وتشريعية في البلاد، وأن يبقى الرئيس في السلطة حتى تنتهي ولايته خلال ستة أشهر. وأوضح رشوان، في تصريحات لCNN بالعربية، أن هذا الاقتراح يلقى قبولا لدى قطاع عريض من شباب «ثورة يناير»، وبعض القوى السياسية المعارضة، ومن ضمنهم أيمن نور زعيم حزب الغد. وقال سكرتير عام حزب الوفد، منير فخري عبد النور: إن الحزب وافق على البدء في حوار مع عمر سليمان لعمل إصلاحات دستورية وتشريعية خاصة بتعديل المواد 76 و77 والمطالبة بإضافة المادتين 88 و93، وعمل إصلاحات تشريعية أخرى تتعلق بتغيير النظام الانتخابي وحل مجلسي الشعب والشورى. وأضاف عبد النور، أن على مبارك أن يرحل بعد مطالبة مجلس الشعب بعمل إصلاحات دستورية واتخاذ إجراءات انتقال السلطة وذلك في مدة أقصاها 60 يوما، مشيرا إلى وجود فتاوى دستورية كثيرة قدمتها القوى محل بحث من جانب قوى المعارضة تهدف للإسراع بالخروج من الأزمة الراهنة مثل المواد 139 أو 75. مقترح العلاج ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن هناك مقترحات في مصر لسفر الرئيس المصري حسني مبارك إلى ألمانيا للخضوع لفحوص طبية. وجاء في تقرير الصحيفة الصادرة امس أن هذا جزء من خطط نائب الرئيس المصري عمر سليمان لإيجاد مخرج كريم لمبارك من الأزمة. ووفقا لتلك الخطط ، سيتوجه مبارك إلى ألمانيا لإجراء فحوصه الطبية المعتادة وسيبقى هذه المرة هناك فترة أطول. وذكرت الصحيفة أن هناك مقترحا آخر بأن يذهب الرئيس مبارك إلى منزله في منتجع شرم الشيخ. واستندت الصحيفة في تقريرها على بيانات مسئول في الحكومة الأمريكية لم تسمه ، والذي أوضح أن الهدف من تلك الخطط هو مغادرة مبارك القصر الرئاسي ، لكن دون الاضطرار إلى عزله من منصبه. وذكرت الصحيفة أن تلك المقترحات جزء من خطط سليمان والقيادة العسكرية للحد من نفوذ مبارك والبدء في تشكيل حكومة انتقالية بقيادة سليمان على الأرجح. من جهتها واصلت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية اهتمامها بالأوضاع التي تشهدها مصر حاليا. وذكرت الصحيفة المحافظة في عددها الصادر أمس أنه لا يمكن تجاهل تمسك الرئيس حسني مبارك بالسلطة نظرا لمعارضة الكثير من الناس في مصر وخارجها لاستقالة فورية من مهام منصبه. وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر ينطبق على ملايين المصريين من الموظفين والطبقة البرجوازية الذين كانت أحوالهم جيدة في عهد مبارك. وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي يرى فيه مبارك أن اتمامه فترة مهام منصبه تحول دون انتشار الفوضى ، فإن واشنطن لا تعتقد ذلك ، كما أن الجيش المصري ربما لا يعتقد ذلك أيضا. ورأت الصحيفة أنه «لا يمكن الاستمرار في تأجيل رحيل مبارك».