يقول مسؤولون في مستشفيات قرب الحدود التركية السورية: إن مستشفياتهم تعرضت للهجوم واكتظت بجرحى إصاباتهم بالغة، جراء غارات جوية روسية، وإن الوضع الصحي بالمنطقة أصبح على شفا الانهيار. وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الفرنسية التي تدير ستة مستشفيات في سوريا، وتقدم المساعدة لأكثر من 153 منشأة صحية في مختلف أنحاء البلاد: إن المسعفين في المنطقة أُجبروا على النزوح للنجاة بأرواحهم. وقالت موسكيلدا زانكادا مدير مهمة أطباء بلا حدود في سوريا: " شهدت منطقة أعزاز إحدى أشد موجات القصف في هذه الحرب.. ومرة أخرى نشهد حصار المنشآت الصحية" في إشارة للمنطقة المحيطة بالمعبر الحدودي الرئيسي شمالي حلب، حيث وصل عشرات الألوف من المدنيين خلال الأيام الماضية. وأضافت: "نشعر بقلق بالغ من الموقف في جنوب هذه المنطقة، حيث تجبر الطواقم الطبية على الفرار خوفاً على حياتهم وأُغلقت المستشفيات بشكل كامل.. أو أصبحت غير قادرة إلا على تقديم خدمات طوارئ محدودة." ودقت الأممالمتحدة جرس الإنذار بشأن مستقبل مئات الآلاف من المدنيين الذين قد يعانون نقص الغذاء والدواء داخل حلب التي كانت قبل الحرب كبرى مدن سوريا، وذلك إذا أفلحت القوات الحكومية في قطع خطوط الإمداد عنها. ويقول أطباء: إنهم يستقبلون أعداداً كبيرة من الجرحى بسبب الغارات الجوية التي تقول موسكو: إنها لا تستهدف سوى مقاتلين إسلاميين بينما تقول دول غربية: إنها سببت خسائر واسعة بين المدنيين. إصابات متعددة قال محمود مصطفى مدير نقابة الأطباء السوريين الأحرار، وهي جماعة سورية مقرها تركيا وتدير مستشفى ميدانيا في باب السلامة على الجانب السوري من المعبر الرئيسي شمالي حلب قرب بلدة أعزاز: "نحن نشهد أنماطا جديدة من الإصابات بسبب الغارات الروسية." وأضاف في غازي عنتاب التركية: "نحن نشهد ما نطلق عليه إصابات متعددة الأضرار بسبب القنابل والأسلحة الثقيلة المستخدمة.. هناك حالات حروق والكثير من المضاعفات والإصابات الداخلية." وقال مسؤول آخر من المجموعة عاد مؤخراً من سوريا إن الغارات الروسية أصابت اثنين من المستشفيات بالمنطقة خلال الأسابيع الماضية في حريتان وعندان وإنهما توقفتا عن تقديم الخدمة في تطور وضع المزيد من الضغط على المستشفيات المتبقية. وقال مسؤول ثان من نقابة الأطباء الأحرار طلب عدم نشر اسمه لعمله على جانبي الحدود "جاء أمس 2500 من النازحين الجدد إلى باب السلامة. لن نتمكن من توفير احتياجاتهم الأساسية." وأضاف: "إذا استمرت الضربات الجوية الروسية والقتال بهذه الوتيرة فستحدث كارثة خلال أسابيع قليلة." وتنقل الحالات الطارئة إلى مستشفى باب السلامة قبل إرسالها إلى تركيا التي أغلقت الحدود أمام اللاجئين لكنها تسمح بدخول المصابين بجروح خطيرة. وتوجد بالمستشفى ثلاث غرف للجراحة و18 طبيباً و24 سريراً ويستقبل أعداداً أكبر من طاقته. وقال مصطفى "شدة الضربات الجوية الروسية إلى جانب أن هذه الحرب تدور منذ فترة طويلة جدا تجعل الاستجابة الطبية الميدانية صعبة للغاية." *قصف المستشفيات في كلس داخل تركيا قرب الحدود امتلأ عنبر الجراحة عن آخره نصفه بالمقاتلين والنصف الآخر بالمدنيين. بترت أطراف الكثير من المصابين أو أصيبوا بحروق شديدة أو فقدوا إحدى أعينهم أو الاثنتين معا. نقل المرضى إلى الحديقة في مقاعد متحركة. فقدت طفلة في الخامسة من عمرها تدعى شيماء عينيها حين أصابتها رصاصة طائشة في حلب وخضعت لجراحة في المخ. وقالت أطباء بلا حدود إن أربعة فقط من تسعة مستشفيات في أعزاز هي التي تعمل. وقالت زانكادا "الخمسة الأخرى أغلقت في الأيام الأخيرة بسبب المخاوف من قربها من الخطوط الأمامية ولمغادرة العاملين المستشفيات نتيجة المخاوف. في مخيمات النازخين قرب الحدود هناك منشآت صحية عاملة لكن الضغط عليها كبير بسبب الوافدين الجدد." وقال أحمد المحمد وهو صيدلاني يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود في أعزاز: إن البلدة "غير جاهزة لاستقبال هذا العدد الكبير من النازحين لكن آلاف الأسر جاءت إلى المنطقة وكانت هناك (بالفعل) ثمانية مخيمات قبل بدء الاضطرابات، الأسبوع الماضي." وأضاف أن تدفق أعداد كبيرة من الناس وضع ضغوطا كبيرة على الأغذية والخدمات الطبية وأن مخيما جديدا من نحو 550 خيمة أقيم في البلدة. وقال المحمد: "هناك أناس الآن ينامون في الشوارع لحين نصب خيام (جديدة). يأتي المزيد من النازحين كل يوم." وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنه يجب أن تتوقف كل الهجمات على المنشآت الطبية. وذكرت المنظمة أن مستشفى تدعمه في طفس بمنطقة درعا في جنوبسوريا تم قصفه في ضربة جوية مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة بينهم ممرضة. وأضافت أطباء بلا حدود أن المستشفى عاود العمل الآن بعد أن لحقت به تلفيات جزئية. وقالت المنظمة: إنها شهدت تزايدا في استهداف المستشفيات بالضربات الجوية في الأسابيع الأخيرة في كل من الجنوب والشمال.