هناك فروق فردية واضحة بين المشاركين في الأنشطة الرياضية في سمات الشخصية. فبعض اللاعبين يرغبون الظهور ويحاولون جذب الانتباه إليهم. بينما يحاول الآخرون الابتعاد عن الأضواء والاستعداد للمنافسات بهدوء. وإن الهدف من دراسة الشخصية وعلاقتها بالمجال الرياضي، يتمثل في التعرف على الفروق الفردية الموجودة بين الرياضيين وفهم تأثير وجود مثل تلك الفروق على سلوك الرياضي وأدائه للمهارات في التدريب والمنافسات، والتعرف على تأثير ممارسة النشاط الرياضي على شخصية الفرد والسمات الشخصية التي تجعل الفرد يتفوق في نشاط رياضي معين. ويأخذ بعين الاعتبار الأدوار المرتبطة بكل من العوامل الشخصية والعوامل البيئية ويعتبرها هي المحددات والأساسية للسلوك، كما أن هذا الأسلوب يعتبر بعض الخصائص الشخصية مؤشرات جيدة في بعض المواقف والظروف ولكن ليس في كل الظروف، فعلى سبيل المثال، قد يظهر على اللاعب القلق باستمرار عندما يلعب مباراة تنافسية، ولكن قد لا يظهر القلق عليه عند مواجهته لتحديات من نوع آخر كالقيام باختبار أكاديمي أو إلقاء محاضرة عامة. إن تفسير الشخصية وفقاً لأسلوب المتفاعلين ليس أمراً سهلا فالسلوك العدواني في لعبة قد يظهر نتيجة لعوامل بيئية وشخصية عديدة لا يمكن حصرها, وقد يكون لبعض الخصائص الشخصية تأثير كبير على سلوك الفرد في موقف معين ولكن لا يكون لها نفس التأثير في مواقف أخرى. مثل احتكاك لاعب ما من قبل لاعب منافس قد يؤدي إلى استجابات متباينة، فبعض اللاعبين قد يظهر استجابة عدوانية بينما لا يظهرها لاعب آخر حتى أن نفس اللاعب قد تختلف استجابته للمثير تبعاً إلى الموقف الذي يجابهه وحالته الذاتية في ذلك الوقت, فالاستجابة السلبية قد تحدث أحياناً نتيجة لحالته المزاجية أو لقلة النوم أو لمشاكل يمر بها اللاعب خارج نطاق الرياضة. عليه نلاحظ ان أسلوب المتفاعلين لا يقوم بتوقعات بسيطة ومطلقة حول العلاقة بين الشخصية والسلوك بل يدعو إلى دراسة طبيعة التفاعل بين الخصائص الشخصية والعوامل البيئية المختلفة وتأثيره على السلوك، وعلى الرغم من صعوبة هذا الأسلوب، إلا انه يعتبر اكثر عقلانية من التوقعات البسيطة التي تطلقها كل من نظريات السمات والتعلم الاجتماعي. أما بالنسبة للمدربين فنرى احياناً مدرباً منفعلاً يصرخ على لاعبيه من على الخط الجانبي للملعب بينما يقوم مدرب آخر بتخطيط استراتيجية فريقه بهدوء مع لاعبيه. كما نلاحظ أيضاً أن بعض الرياضيين يطورون مستوياتهم وأرقامهم أثناء المنافسات الهامة، بينما يصاب بعضهم بالقلق والاضطراب في مثل تلك المنافسات فيظهر أداؤهم سيئاً مقارنة بما يقومون به في فترات التدريب. يمكن القول: ان السلوك الإنساني في الرياضة معقد بدون شك، وعلينا أن لا نتوقع إجابات بسيطة إذا اردنا ان نفهمه بشكل صحيح.