إلى شخص يقبل رأسي معتذراً بعد أن يكيل لي كما من الاتهامات العارية من الصحة والمتبوعة ببعض الالفاظ الجارحة... لأنه (سبق السيف العذل). ولست بحاجة إلى التراجع عن وعود كان لابد منها لاستمرار الحياة على وتيرة ترضي الطرفين وليس جميع الاطراف .. لأنه (الصحن أبو جالين يشيلونه اثنين) – الجال هو الطرف. لست بحاجة إلى فتح نقاش عقيم سينتهي بانتصارك على كل الأصعدة وفرض رأيك في كل الأحوال وتذكر (ليس القوي بالصرعة). لست بحاجة إلى صديقة لا تقدر ظرفي ولا إلى قريبة لا تحفظ سري وتنتظر زلتي وتسخر مني ونسيت أنه (كما تدين تدان .. والله كما تدين تدااان). لست بحاجة لأم وأب لا يعرفان كيف يحفظانني من نار جهنم ويعتقدان أن الحرية هي سبيل محبتي لهما ومحبتهما لي، لأنه سيأتي يوم سأحاسبهما فيه أمام الله سبحانه وتعالى لإهمالهما مسؤوليتي وتوجيهي لأنه (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). لست بحاجة إلى أن تخرجني من منزل أهلي وتحملني لمنزلك حتى تحسسني بأني ناقصة وتردد علي دوماً (ناقصات عقل ودين) وأنت لا تعي معناها ونسيت أن ناقصة العقل والدين هي أيضاً (أمك وأختك وابنتك ولست أنا فقط). لست بحاجة إلى أم ترى عيبي وتعلم غلطي وتحس ببعدي عن الله وبتقصيري في حقوق رحمي ولا تفعل لي شيئاً، بل تشد على عضدي وتشجعني لمواكبة مجتمعها وتترك لي حرية لا أستحقها في مثل حالتي لأنه (حق من حقوقنا عليهم سيحاسبون عليه أمام الله). لست بحاجة لأم تخفي عيبي عن والدي ولا تطلب مساعدته في توجيهي بالتي هي أحسن وترى مصلحة نفسها وتوجهها لله وتتناسى أني أحتاج لهذا الأمر أيضاً لأنه (الأم مدرسة إذا اعددتها ..). لست بحاجة إلى أهل يرون أن المدنية والتحدث باللغة الأجنبية والتغرب هو الأفضل لي في حياتي ونسوا أنه لا بد لي من التعرف على هويتي وطريقي لأنه (كل مولود يولد على الفطر فأبواه..). لست بحاجة إلى أن اتغرب وأبتعد عن سكني وموطني لأثبت لأحد نفسي أو لأعيد الثقة اليها فمن ينتقل هو أنا والجسد نفسه ولم يتغير سوى المكان لأنه (التغيير يبدأ بالنفس لا بالمكان). لست بحاجة ان يخبرني الكل بمدى ثقافتي وعقلي وقوتي وأسلوبي في التحكم بزمام الأمور ومن ثم ومن اول غلطة يتناسون بشريتي وعدم عصمتي ولأنه (المرء أعلم بدواخله من غيره). لسنا بحاجة إلى أمور كثير ومتعددة في حياتنا لو استطعنا إعمال القليل من العقل في أطرافها، ولكننا وللأسف مشاعرنا تسبق دوماً عقولنا فتجعلنا نعتقد أننا بحاجة إلى هذه الأمور أو بحاجة لهؤلاء الاشخاص في حياتنا، ولو تريثنا قليلاً لعلمنا أن كل ما نحتاجه هو المضي في حياتنا بهدوء وسلام وحب وتواصل حتى نستطيع أن نصل إلى ما نصبو إليه، نحن بحاجة إلى من يدفعنا للأمام، يحمينا، ينصحنا، يتواجد حين لا يوجد احد من حولنا، لذلك نحن لسنا بحاجة للأشخاص من حولنا بل بحاجة للعلاقة التي تربطنا بهم ومدى صدق هذه العلاقة بيننا وإيماننا بها، حتى إذا فقدنا الشخص لا نفقد معه جزءا منا وجزءا من مشاعرنا التي تحدد ماهيتنا، ونفقد معهما الوقت الكثير الذي كان ولا بد أن نستغله لأمور أخرى قد نفقدها أيضاً باهتمامنا بشخص دون غيره وبمشاعر دون غيرها، لذلك كونوا دوماً وأبداً بحاجة للإيمان بمشاعركم وبالحاجة لها وليس لغير ذلك.