علمت "اليوم" أن قوة عسكرية أمريكية جديدة وصلت مساء أمس الأول إلى مدينة عين العرب (كوباني) تتكون من 20 عسكرياً، أقلتهم طائرة مروحية هبطت في قرية تل غزال (جنوب غرب المدينة حوالي 10 كم)، حيث نقلوا وسط إجراءات أمنية مشددة إلى سد تشرين. مضيفة إن العسكريين الأمريكيين سوف يشرفون ويتابعون خطة هجوم مقرر لقوات "سوريا الديمقراطية" على مدينة منبج شمال حلب الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش. وأكدت المصادر ل"اليوم" ان طائرتي شحن مروحيتين وصلتا قبيل وصول العسكريين إلى القرية المذكورة كانتا تحملان أسلحة وذخائر لقوات سوريا الديمقراطية التي استقدمت بدورها حوالي 250 من مقاتليها من كانتون الجزيرة إلى بلدة صرين القريبة قبل ثلاثة أيام. وفي درعا صعد الطيران الحربي الروسي عملياته العسكرية مستهدفا بلدة النعيمة بأربع غارات جوية وبلدتي الغارية الغربية والغارية الشرقية بغارتين جويتين فيما استهدفت قوات النظام مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي ومدينة طفس بالمدفعية الثقيلة. وعلق الناشط علاء الحوراني من مدينة إبطع قرب الشيخ مسكين على هذا التصعيد بأنه يأتي في سياق سياسة العصا والجزرة التي تتبعها قوات النظام مشيرا إلى المصالحات التي تسعى قوات النظام إلى عقدها مع بلدات ومدن سهل حرار على غرار المصالحة التي جرت في إبطع يوم أمس إذ جرى الاتفاق على إطلاق سراح المعتقلين من البلدة وتسوية أوضاعهم وإعادة كافة الخدمات إليها مقابل رفع علم النظام على المرافق الحكومية، وأضاف الحوراني إنه في حال استمر قطع خطوط الامداد من الجانب الأردني فإنه يخشى أن تبسط قوات النظام سيطرتها على ريف درعا كاملا ما يمهد لإحكام الحصار على جزء من ريفي حمص والقنيطرة. وفي جنيف اتهم محققو الاممالمتحدة حول سوريادمشق ب"ابادة" معتقلين، وأكدوا ان وفاة محتجزين في السجون "على نطاق واسع" شكلت تطبيقا ل"سياسة الدولة". وكتب الخبراء المكلفون من قبل مجلس حقوق الانسان لدى الاممالمتحدة في تقريرهم الاخير أمس ان معتقلين تعرضوا للضرب حتى الموت او قضوا متأثرين باصاباتهم او بسبب التعذيب وقالوا "هناك اسباب معقولة تدعو الى الاعتقاد بأن السلوك الموصوف يصل إلى حد الإبادة كجريمة ضد الإنسانية". وجاء في التقرير "يبدو واضحا ان السلطات الحكومية التي تدير السجون ومراكز الاحتجاز كانت على دراية بحدوث وفيات على نطاق واسع". واضاف "وقد حدثت الوفيات المتراكمة أثناء الاحتجاز بسبب فرض ظروف معيشية مع وجود ادراك متعمد لدى هذه السلطات بأن هذه الظروف ستفضي طبيعيا إلى وفاة المحتجزين على نطاق واسع". وتابع المحققون في تقريرهم ان هذه الاعمال "مثلت تطبيقا لسياسة الدولة بالتعدي على السكان المدنيين". ولم يحصل الاعضاء الاربعة في لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول انتهاكات حقوق الانسان في سوريا على موافقة من دمشق لدخول البلاد ابدا، لكنهم جمعوا الاف الافادات من الضحايا ووثائق او صورا بالاقمار الصناعية. من جهة أخرى قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أمس إنه انتابها الفزع جراء معاناة المدنيين في سوريا الذين يفرون من مدينة حلب تحت قصف القوات الحكومية المدعومة من روسيا، وأضافت في أنقرة "نحن الآن خلال الأيام القليلة الماضية لا نشعر فقط بالفزع بل بالصدمة جراء المعاناة الانسانية التي يكابدها عشرات الآلاف خلال القصف وأيضا بسبب القصف من الجانب الروسي". وداخل سوريا أقامت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية عشرات الخيام داخل سوريا الأحد لإيواء عشرات الآلاف من الفارين بعد تصعيد هجوم القوات الحكومية على حلب واستهداف القرى الموجودة على الطريق الذي يربط بين المدينة والحدود التركية. ووصلت شاحنات المساعدات وسيارات الإسعاف إلى باب السلامة في سوريا قادمة من تركيا حيث أنشأوا خياما ضخمة لاستيعاب الوافدين الجدد، وقالت السلطات إن الحدود مفتوحة لكن جرى إيواء اللاجئين في خيام كبيرة على الجانب السوري من الحدود عند معبر اونجوبينار القريب من مدينة كيليس التركية الذي ظل مغلقا معظم الوقت على مدار عام وقالت السلطات التركية إنهم آمنون في الوقت الراهن. ويوجد معبر باب السلامة على الجانب الآخر من معبر اونجوبينار عبر الحدود. ومنحت تركيا حق اللجوء للمدنيين الفارين من النزاع في سوريا لكنها تواجه ضغوطا متزايدة من الأممالمتحدة لتشديد تأمين الحدود ومن أوروبا التي تريد منها السيطرة على تدفق اللاجئين إليها، وتؤوي تركيا بالفعل أكثر من 2.5 مليون سوري وهو أكبر عدد من اللاجئين على مستوى العالم.