وجد هشام سالم قائد حركة الصابرين نصراً لفلسطين "حصن"، والمقرب بدرجة شديدة من طهران، سيما بعدما انشق عن حركة الجهاد الإسلامي، نفسه مضطرا في السادس والعشرين من مايو عام 2014 م، للإعلان عن ولادة حركته، عقب استشهاد أول مقاتل فيها هو نزار عيسى أثناء ما سمي مهمة جهادية. ويشبه شعار "الصابرين" إلى حد قوي شعار حزب الله اللبناني، ويرفع مثله شعار المقاومة من أجل تحرير فلسطين، وأيضا الدفاع عن إيران وسياساتها في المنطقة. وتقدم "الصابرين" نفسها عبر موقعها الرسمي على أنها جماعة جهادية، تهتم ببث روح الأمل والوعي في نفوس الفلسطينيين وتعمل على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتعد القدس، والأسرى وحق العودة قضاياها المركزية. وحسب مسؤول في الحركة تحدث ل"اليوم" وطلب عدم ذكر اسمه، فإن سالم لم يكن يخطط للإعلان عن "الصابرين" لكن استشهاد عيسى دفعه لذلك. وقال المسؤول: "لقد كنا قبل استشهاد عيسى نعد ونجهز صفوف الحركة من الناحيتين السياسية والعسكرية، إلى جانب تسوية بعض الخلافات المتعلقة بالنظام الداخلي "للصابرين"، مع حركة حماس المسيطرة على القطاع، لكن عندما استشهد عيسى لم يكن لدينا أي خيار غير الإعلان عن ولادة "الصابرين" في حفل تأبينه". وكان سالم قبل الانشقاق عن الجهاد، يعمل كقائد عسكري في جناحها المسلح "سرايا القدس"، وتعرض لثلاث عمليات اغتيال على يد إسرائيل وأصيب في إحداها ونجا في اخريين. وأوضح مصدر آخر من الجهاد خلال حديثه ل"اليوم"، أن سبب انشقاق سالم عن الجهاد هو تواصله المباشر مع طهران، وزيادة قوة تأثيره على عناصر الجهاد، الذين انضم عدد كبير منهم "للصابرين" لاحقا، عقب حصوله على تمويل ماليإيراني ضخم، إضافة لاتهامه باعتناق المذهب الشيعي ومحاولة نشره في صفوف عناصر الجهاد. وبعد أشهر من الإعلان عن بدء نشاط "الصابرين"، في القطاع، باشر عشرات النشطاء عبر مواقع الإعلام الاجتماعي بطرح عدة تساؤلات حوله أنشطتها الممولة من طهران، وعلاقتها بالترويج للمذهب الشيعي، سيما وأن الحركة كانت تصرف 200 دولار أمريكي لكل منتسب جديد لها فيما يتضاعف الرقم ليصل إلى 500 دولار حسب الاقدمية. خاصة ان طهران ساءت علاقاتها بشدة مع حركات المقاومة الفلسطينية بعد الربيع العربي ورفض كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، الأكبر والأقوى في قطاع غزة تبني موقف طهران من سوريا واليمن، وحرص إيران على امتلاك علاقات مع قوى عسكرية في فلسطين تستخدمها كأوراق في الملفات الإقليمية. وبالتزامن مع تلك التساؤلات صدر قرار بشأن حظر عمل "الصابرين" من قبل حماس، قبل نحو شهرين من الآن وهو ما نفته "الصابرين"، ورفضت حماس تأكيده، لكن وفقاً للمسؤول "بالصابرين" الذي تحدث ل"اليوم"، فإنهم تلقوا قرارا بشأن الحظر وتدخلت أطراف من لبنانوطهران، لإنهاء الحظر بشرط أن تعمل "الصابرين" بالقطاع بشكل محصور، مع الالتزام بقرار الفصائل بشأن التهدئة مع إسرائيل. وسبق قرار حظر "الصابرين" نشاط عسكري لها، أسفر عن اغتيال الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع جهاز الشاباك، أحد قيادات جناحها العسكري، لحظة محاولته تنفيذ عملية قنص على حدود القطاع، في نهاية أكتوبر الماضي، وهو أحمد السرحي (28 عاما). وتتهم إسرائيل السرحي بأنه مسؤول مباشرة عن إطلاق النار تجاه وحدة هندسة إسرائيلية شرق البريج قبل أسبوع من اغتياله، ثم أتبعها بعد يومين بإطلاق نار على سيارة نائب قائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي أثناء تفقده لعملية إعادة ترميم الجدار الأمني مع القطاع والذي تمكن متظاهرو انتفاضة القدس من اختراقه. ويقر المسؤول بالصابرين بأنه رغم قصر عمر حركته إلا أنها تمكنت من امتلاك قوة عسكرية وأسلحة، تزيد من حيث الحجم عن ما تمتلكه فصائل فلسطينية كبيرة كاليسار الفلسطيني في غزة، نتيجة حصولها على الأموال الإيرانية. وقالت تقارير إسرائيلية أمنية :"إن "الصابرين"، تمتلك صواريخ جراد، وفجر التي تصل إلى تل أبيب، وأسلحة قنص إيرانية منها "شتاير" والتي يمكن القنص فيها عن بعد 2 كيلو متر، وأسلحة رشاشة ثقيلة، إضافة إلى تجنيدها عددا كبيرا من المقاتلين في صفوفها. وحاولت "الصابرين" تأسيس فرع لها في الضفة الغربية، إلا أن الأجهزة الأمنية التابعة للسطلة الوطنية أحبطت ذلك. وقالت مصادر أمنية فلسطينية ل "اليوم": "لقد جرى اعتقال خلية من خمسة أفراد في مدينة بيت لحم، الأسبوعين الماضيين، كانت تخطط لتأسيس فرع لحركة "الصابرين" المدعومة من إيران في الضفة الغربية"، وهو ما أكده المراسل الإسرائيلي للشؤون الفلسطينية في الإذاعة العبرية، غال بيرغير، في تدوينة له على موقع تويتر. ويظهر ولاء "الصابرين" العلني لإيران بشكل واضح فيما تنشره على موقعها الرسمي، حيث وضع على صدر الموقع، مباركة للجمهورية الإسلامية عقب البدء بتنفيذ الاتفاق النووي مع الدول الكبرى ورفع العقوبات. وأكدت أن قوة إيران هي قوة لكل المستضعفين في العالم، وأنه لا بد من التوحد مع كل الأحرار لمواجهة الاستكبار العالمي وإزالة الكيان الصهيوني من أرض فلسطين. ويرفض زعيم الحركة هشام سالم الظهور الإعلامي عقب نجاته من عملية اغتيال نهاية العام الماضي، عندما أقدم شخص مجهول على الاعتداء عليه، بالطعن عقب مشاركته في لقاء تليفزيوني شمال قطاع غزة. ورجحت مصادر أمنية أن مجموعة من السلفيين الجهاديين بالقطاع تقف خلف عملية محاولة الاغتيال. وقالت "الصابرين"، في وقتها إن الإصابة طفيفة وأن سالم بصحة جيدة، وأقامت بعد ذلك وليمة ضخمة للتهنئة بسلامته. ويكتفي سالم حالياً بالظهور بخطابات مسجلة للتعليق على الأحداث الفلسطينية الراهنة، كلها تنشر على موقع "الصابرين" الرسمي. ويتشبه سالم في خطاباته إلى حد ما بالطريقة التي يستخدمها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني خلال حديثه. شعار حركة «الصابرين» ويبدو مثل شعار حزب الله