«منصة المتصفح سفاري هي في الأساس واحدة من صفقات البحث الرئيسية في العالم، إن لم تكن صفقة البحث الرائدة في العالم». كانت تلك كلمات الرئيسة التنفيذية لياهو ماريسا ماير قبل عام، والتي لم تحاول حتى إخفاء مدى رغبة شركتها في صنع منزل لنفسها في القطعة الأكثر قيمة في العالم من قطاع الأجهزة الجوالة. هل ترى شريط البحث الصغير في الأعلى عند تصفح الانترنت على آي فون أو آي باد؟ معظم الناس ربما لم يفكر في تلك البقعة في متصفح سفاري من أبل، ولكن لسنوات كان لدى جوجل الموقع الأفضل لإبقاء نتائج بحثها على شبكة الانترنت هناك -والأهم من ذلك، الحق في دس الإعلانات ذات الصلة التي تبيعها جوجل لفساتين الزفاف، وفنادق هاواي وأكثر من هذا بكثير. منذ سنوات، كانت جوجل تدفع لأبل في مقابل الحصول على امتياز البقاء على أجهزتها الجوالة أطول فترة ممكنة. فما هو إيجار القطعة الأكثر قيمة في قطاع الأجهزة الجوالة في العالم؟ كان بحدود مليار دولار في عام 2014، وذلك وفقا للأرقام التي أظهرتها هذا الشهر الدعوى التي تشتمل على جوجل وذكرها زملائي في بلومبيرغ جويل روزنبلات وآدم ساتريانو. جوجل وأبل تفرضان حراسة مشددة على الترتيبات المالية الخاصة بهما، وكان العدد 1 مليار دولار قد ذكر في المحكمة من قبل محام لشركة أوراكل، التي تخوض دعوى قضائية طويلة الأمد مع جوجل. العدد قد يختلف عن ذلك قليلا أو كثيرا. ولم يتضح، على سبيل المثال، ما إذا كان رقم 1 مليار دولار يتألف من العائدات الإعلانية التي تتشارك فيها جوجل مع أبل أو ما إذا كان الرقم عنصرا مختلفا ضمن ترتيباتهما المالية. ولكن دعونا نفترض أن جوجل دفعت لأبل 1 مليار دولار أو أكثر مقابل «صفقة البحث الأولى في العالم». سيكون هذا تقريبا ما حققته أبل في المبيعات في حوالي 48 ساعة في السنة المالية 2014. وهو ما يعني أن متوسط دخل أبل خلال العام المالي 2014 كان بحدود 21 مليون دولار «في الساعة». يمثل سفاري نحو 40 في المائة من استخدام متصفح الويب على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وفقا لنت ماركت شير، ولكن مبلغ 1 مليار دولار كان أقل من 2 في المائة من صافي إيرادات جوجل في 2014. هذا يعتبر سعرا معقولا جدا للحصول على أفضل قطعة من قطاع الأجهزة الجوالة في العالم. إنها عمليا تعني السيطرة على الإيجارات. لا عجب، إذن، أن ماير وأصدقاءها (أحيانا) في مايكروسوفت بنج كانوا تواقين لطرد جوجل من بقعتهم ليكونوا هم موفر البحث المدمج في أجهزة أبل المحمولة. ما يدل على السرية التي تحيط بهذا الترتيب أن المحللين في وول ستريت كانوا ينقبون في أنحاء الخريطة لمعرفة ما إذا كانت جوجل سوف تخسر مليارات الدولارات كل عام - أو في الواقع تكسب مليارات الدولارات - إذا كانت ستفقد بقعتها على أجهزة أبل. قال البعض إنه يمكن لجوجل أن تكسب في الواقع المزيد من المال إذا انتهى اتفاق أبل لأنها قد تتوقف عن كتابة شيكات للشركة، وسوف يجد الناس طريقهم إلى جوجل على أي حال. تركيز جوجل على الأجهزة الجوالة لا يتوقف عند شركة أبل، بطبيعة الحال. قالت الشركة في العام الماضي إن هناك المزيد من عمليات البحث على الويب على الأجهزة المحمولة أكثر منها على أجهزة الكمبيوتر في 10 بلدان، بما فيها الولاياتالمتحدة. ومن المتوقع أن تأتي معظم المبيعات الصافية للإعلانات في جوجل من الجوال هذا العام، وذلك وفقا لتقديرات شركة أبحاث إي ماركيتر. لكن الشيء الغريب رغم ذلك هو أنه في الوقت الذي ينمو فيه الجوال في الأهمية بالنسبة لجوجل وشركات التكنولوجيا الأخرى، فإن مناطق البحث على الشبكة العالمية لأبل قد تكون أقل قيمة مع مرور الوقت. وهذا بسبب تغير العادات على الهواتف الذكية، ولأن أبل قد بدأت السماح لأصحاب أجهزة أي باد وآي فون بالعثور على ما يبحثون عنه دون لمس الشواطئ الرقمية لجوجل. في بعض عمليات البحث في مستعرض الويب في آي فون - جرب "UGGS،" على سبيل المثال - سيظهر لك «الموقع المقترح» قبل الانتهاء من الكتابة، وهي خدمة من أبل، وليس من محرك بحث جوجل. كما أصبح محرك البحث بينغ مايكروسوفت واحدا من مصادر المعلومات لسيري قبل سنتين. الناس على الهواتف الذكية يقضون معظم وقتهم في استخدام التطبيقات، ومرة أخرى دون الحاجة للبحث في الويب. كل هذا التجوال الرقمي يتجاوز جوجل ومحركات بحثها المنتشرة في كل مكان. الناس يبحثون بطريقة جوجل لكن دون البحث في محرك جوجل. كلما استمرت هذه العادات - وأعطت أبل الناس طرقا لتجاوز جوجل - يمكن أن يحول هذا بسرعة 1 مليار دولار في الإيجار من سرقة إلى ابتزاز بالنسبة لجوجل.