قال أطباء إن الأطفال الذين ولدوا بتشوهات منها صغر حجم الرأس، التي ترتبط بعدوى "زيكا" الفيروسية بالبرازيل، يعانون أيضا من تلف خطير يتعلق بالقدرة على الإبصار وربما القدرات السمعية أيضا. وقالت طبيبة العيون، كاميلا فنتورا، إن نصف 135 طفلا جرى تقييم حالاتهم بمركز لإعادة التأهيل في مدينة ريسيفي بشمال شرق البرازيل، يعانون من ضعف الرؤية بسبب تشوه بالعصب البصري وشبكية العين، فيما يعاني كثيرون منهم من الحول. وقالت "ستبقى معهم هذه الإصابة طول العمر. بين 40 إلى 50 في المئة منهم يعانون من تشوهات خطيرة تتعلق بالإبصار". وهؤلاء الأطفال ضمن نحو 3700 حالة سجلت في البرازيل منذ العام الماضي لمواليد يعانون من حالات صغر حجم الرأس، وهي عبارة عن اضطراب عصبي يتسم بصغر حجم الجمجمة والمخ للمواليد، فيما يشتبه الأطباء بوجود ارتباط مباشر بين فيروس زيكا، الذي ينقله البعوض وهذه الإصابات. ويعكف الأطباء بمركز (ألتينو فنتورا) للتأهيل في مدينة ريسيفي على فحص القدرات والوظائف البصرية والسمعية للمواليد قبل علاجهم من خلال تنشيط مراكز الإحساس بالمخ خلال الأشهر الثلاثة أو الخمسة الأولى من الولادة لتحسين قدرات العصب البصري والسمعي وإلا فقدوا حاستي السمع والبصر. وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت إن عدوى زيكا الفيروسية المرتبطة بتشوهات خطيرة للمواليد في البرازيل تستفحل بصورة شديدة وقد تصيب نحو أربعة ملايين شخص في الأمريكتين. وقالت مارجريت تشان مديرة المنظمة لأعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة التابعة للأمم المتحدة إن انتشار الفيروس الذي ينتقل عن طريق البعوض تحول من مجرد خطر بسيط الى "أمر ينذر بالخطر". وقالت إن لجنة طوارئ تابعة للمنظمة ستجتمع في الأول من شهر فبراير شباط القادم؛ لاقتراح رد دولي على تفشي العدوى التي يشتبه بصلتها بولادة أطفال مشوهين في البرازيل. وقالت في اجتماع بجنيف "مستوى المخاطر عال بدرجة هائلة". وقالت وهي تعد برد سريع من جانب المنظمة "رصد الفيروس في الأمريكتين العام الماضي لكنه ينتشر بصورة شرسة الآن. حتى اليوم سجلت حالات في 23 دولة واقليما بالمنطقة". كانت منظمة الصحة العالمية واجهت انتقادات العام الماضي لتأخرها في التعامل مع وباء الايبولا بغرب افريقيا الذي أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص بعد ان تعهدت المنظمة بسرعة مواجهة الوباء. وقالت تشان في إشارة إلى حالات ولادة أطفال يعانون من تشوهات تتسم بصغر حجم الرأس والمخ وعدم اكتمال النمو "لن نتريث حتى تخبرنا الأبحاث بوجود صلة بين الفيروس والاصابة بتشوه الأجنة بل علينا ان نتخذ ردا الآن". ولا يوجد لقاح أو علاج لفيروس زيكا الفيروسي الذي ينقله البعوض من جنس (ايديس ايجبتاي) الذي ينقل ايضا حمى الدنج والحمى الصفراء وهو يتسبب في ارتفاع درجة حرارة جسم المريض وظهور طفح جلدي ولم تظهر على 80 في المئة من المصابين بالفيروس أي أعراض. وتتركز معظم الاجراءات على الحد من انتشار البعوض ووقاية البشر منه. وقال بروس ايلوارد المدير المساعد لمنظمة الصحة العالمية إن ابتكار لقاح آمن وفعال لعلاج الفيروس قد يستغرق عاما كما ان التيقن من ان فيروس زيكا هو المسؤول الفعلي عن ولادة أجنة مشوهة أو وجود علاقة بينهما من الأصل سيستغرق من ستة الى تسعة أشهر. وقال "في مجال اللقاحات لا أعرف ان جهودا بذلت من قبل بعض المجموعات للبحث في جدوى إنتاج لقاح ضد المرض" مشيرا الى ان ذلك قد يستغرق عدة أشهر أخرى.