تدشين المبادرة الخاصة ببناء قدرات وتبادل خبرات العاملين في جمعيات الأيتام بالمملكة برعاية الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية وبمشاركة سبع عشرة جمعية خيرية متخصصة على مستوى المملكة وبمشاركة جمعية (بناء) الخيرية، تلك المبادرة تعد بحجمها وامكاناتها وقدراتها أكبر تجمع لجمعيات الأيتام بالمملكة، وقد تم تدشين المبادرة مؤخرا تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن عبدالعزيز رئيس مجلس ادارة الجمعية بالشرقية. ولاشك أن تلك المبادرة في حد ذاتها تمهد السبيل للمشروع الخيري الرائد بدراسة خط الكفاية للأيتام المستفيدين من خدمات جمعية الأيتام بالمملكة بهدف معرفة المبالغ النقدية الشهرية التي يجب أن تصرف للأيتام وتمنحهم العيش في اطار حياة كريمة، وهذه خطوة حيوية يتم بموجبها اعداد الدراسة العلمية لتحديد وتوحيد المخصصات الشهرية للأيتام بدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية. ويعد المشروع بالفعل الأول من نوعه في مجال بناء القدرات وتبادل خبرات العاملين في جمعيات الأيتام بالمملكة من أجل الوصول الى أرفع مستويات تنمية وتطوير العمل الخيري الموجه للأيتام بالمملكة، ومن ثم فان المشروع سوف يحقق من جانب آخر تأهيل الكفاءات وبناء القدرات في مسعى جاد لتطوير الأداء حتى يتمكن المستفيدون من برامج الجمعية من الحصول على أفضل الخدمات، فتطوير البرامج المقدمة من الجمعية تستهدف تمكين الأيتام وتأهيلهم ليصبحوا ثروة بشرية فاعلة في مجتمعهم. والمشروع يستهدف أيضا الارتقاء بالخدمات المزجاة للأيتام بالمنطقة الشرقية والاستفادة من كل الخبرات للوصول الى أفضل الخدمات المتميزة للأيتام، والبرامج التدريبية في هذا التجمع سوف تؤدي دون شك الى تطوير المجالات المعرفية والمهارات المختلفة، وسوف يستفيد من هذا المشروع العشرات من الموظفين العاملين في جمعيات رعاية الأيتام بالمملكة، وحصول المتدربين على الدورات التأهيلية سوف يؤدي الى تنمية مهارات العاملين لخدمة الأيتام. وينصب الاهتمام بتدريب الموظفين المتميزين في تلك الجمعيات، ويبدو أن التفاعل بدأ يتضح ويتبلور بين جمعيات رعاية الأيتام والمشروع المطروح، فقد كثرت الجمعيات المشاركة من مختلف مناطق المملكة، وهو أمر سوف يعزز تنمية وتطوير العمل مع الأيتام، وقد حرصت الجمعيات المشاركة لترشيح المتميزين من موظفيها للتدريب منذ وقت مبكر، وهذا يعني أن تلك الجمعيات تسعى بمجهودات دؤوبة للارتقاء بالخدمات المقدمة للأيتام وتحقيق الأهداف المرجوة من المشروع. ومبادرة تدشين التجمع سوف تساهم بشكل فاعل في الرقي بكل الخدمات وتحسينها المستمر، وقد أبلى القطاع الخاص بلاء حسنا في دعم المشروع وله أياد بيضاء في دعم كل الخطوات التي تصب في روافد تفعيل دور الجمعيات الخيرية للأيتام في كل مناطق المملكة، وهو قطاع يستشعر مسؤولياته الكبرى لدعم هذا العمل الخيري والارتقاء بكل مساراته الطموحة لخدمة فئة الأيتام داخل المجتمع السعودي. هذا المشروع الحيوي من شأنه دعم مبادئ التكافل الاجتماعي بين المسلمين وقد نادت به الشريعة الاسلامية الغراء، فكل تحسين يطرأ على الخدمات المزجاة لفئة الأيتام في المجتمع وتحديثها وتنميتها تصب في مسار هذا التكافل المنشود، فالمشروع يستهدف تطوير العمل الخيري لمصلحة الأيتام وتطوير مختلف الكفاءات والقدرات للنهوض بأداء الأيتام أنفسهم ليساهموا بشكل أكثر فاعلية في خدمة مجتمعهم. التطوير الموضوعي يهدف الى تمكين الأيتام وتأهيلهم ليكونوا منتجين وفاعلين داخل مجتمعهم السعودي وليسوا عالة عليه، وهذا يعني أن تطوير المشروع وتبادل الخبرات بين كافة الجمعيات يرمي الى تنمية وتطوير العمل الخيري مع الأيتام، وتأهيل الكفاءات منهم وبناء قدراتهم الذاتية ليساهموا بشكل فاعل في خدمة مجتمعهم، فكل البرامج المقدمة للأيتام تستهدف تمكينهم وتأهيلهم ومساعدتهم على الاعتماد على ذاتهم، والارتقاء بخدمات المشروع سوف تحقق ذلك باذن الله.