تتواصل المعارك بين المقاومة الشعبية اليمنية والمتمردين في مدينة تعز، التي تعيش حصارا خانقا تفرضه مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح. فيما استنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي اختطاف الفريق الإعلامي لقناة «الجزيرة» في تعز، يأتي هذا في وقت قتل 11 من قوات المتمردين بينهم مسؤول ميداني في كمين نفذته المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء. وقالت مصادر محلية ان قوات الشرعية تصدت لهجوم المتمردين على أحياء ثعبات وكلابة، فيما قُتل العشرات من ميليشيات الحوثي وصالح إثر استهداف التحالف مواقع لهم إلى الغرب من تعز. فقد سقط عشرات القتلى والجرحى من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح، وتم تدمير عربات عسكرية ومدرعات تابعة للميليشيات إثر استهداف طيران التحالف تجمعاً للميليشيات في منطقة الغيل والفاقع بمديرية الوازعية غرب تعز. وتعيش تعز حصارا خانقا تفرضه مليشيا الحوثي وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، وهو ما أثر على الرعاية الصحية المقدمة للصغار والكبار على حد سواء، وكانت انعكاساته كارثية. وتعطلت الأجهزة في مستشفى الأمومة والطفولة في تعز بعد أن سيطر عليه الحوثيون وقبل طردهم منه. وكان مستشفى الأمومة والطفولة -وهو الوحيد من نوعه في تعز- قبل الحرب يستقبل آلاف الأطفال شهريا، منهم مئات من فئة الخدج الذين بات الموت الآن أسبق إليهم. أما في المستشفى الجمهوري العام في تعز فكان الحال مشابها، إذ وضعت الحاضنات ولكن غابت الكهرباء اللازمة لتشغيلها. هذا الوضع المأساوي دفع أهالي الأطفال الخدج في تعز إلى مناشدة الجهات الإغاثية مد المستشفيات بالحليب والأدوية، لإنقاذ ابنائهم من موت قد يكون محققا. استنكار من جهة اخرى، استنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني، اختطاف الفريق الإعلامي لقناة «الجزيرة» الإخبارية في مدينة تعز اليمنية، ووصفه بأنه اعتداء مشين وانتهاك للقوانين الدولية التي تكفل لوسائل الإعلام الحرية التامة لتغطية الأحداث الدولية. وحمّل الأمين العام الخاطفين مسؤولية الحفاظ على سلامة أعضاء الفريق الإعلامي للقناة، مطالبا بالإفراج الفوري عنهم، داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الجريمة التي تستهدف منع وسائل الإعلام من كشف حقائق الاعتداءات والحصار المفروض على مدينة تعز. وكانت قناة «الجزيرة» أعلنت عن فقدان فريقها في تعز بقيادة حمدي البكاري، وناشدت سرعة إطلاق سراحه، محملة الخاطفين المسؤولية الكاملة عن حياة الفريق. معارك عنيفة ميدانيا ايضا، وعلى جبهة شبوة، يخوض الجيش والمقاومة معارك عنيفة بدعم من قبائل المنطقة، في محاولة لطرد المتمردين من آخر معاقلهم في مديرية بيحان. من جانبه، أعلن الشيخ صالح الحارثي، رئيس مجلس المقاومة في بيحان، عن "تكوّن مجلس المقاومة الشعبية في وادي بيحان، وفتح معسكر لاستيعاب المقاتلين وتدريبهم لإسناد الجيش الوطني في عملية التحرير". وفي دمت بمحافظة الضالع، دارت معارك في المرتفعات المحيطة بالمدينة، وأحكمت المقاومة بإسناد من قوات التحالف حصارها على مناطق تمركز المتمردين، وقطعت خطوط إمدادهم التي كانوا ينطلقون منها لمهاجمة قوات الشرعية واستهداف المدنيين. كمين كما قتل 11 من المليشيا الحوثية وصالح الانقلابية بينهم المسئول الميداني بمديرية ذي ناعم في كمين نفذته المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء. وقال مصدر في المقاومة الشعبية لوكالة الأنباء اليمنية: «إن مسؤول المليشيا الانقلابية بمديرية ذي ناعم المدعو ابو زيد العمراني قتل مع مرافقيه، في كمين نصبته المقاومة الشعبية بمنطقة الحيكل التابعة لمديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء». وأضاف المصدر "ان المقاومة رصدت ومنذ عشرة ايام تحركات القيادي الحوثي ابو زيد". وذكرت مصادر محلية ان المليشيا الانقلابية قصفت قرى ومناطق مديرية ذي ناعم بشكل عشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة رداً على مقتل أبو زيد، كما قصفت المليشيا المتمركزة في جبل الروق بقذائف الهاون مناطق ذي كالب الأسفل في قيفة رداع". ووفقاً للمصادر فإن اشتباكات دارت منذ ليل اول امس بين المقاومة الشعبية من جهة وبين المليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من جهة ثانية بمناطق مكسر والبركات والعقبة بمديرية ذي ناعم. وأشارت الى ان المقاومة هاجمت مواقع وتجمعات المليشيا في تبة شرقان بمنطقة صباح بمديرية ذي ناعم أسفرت عن سقوط 10 قتلى من المليشيا الانقلابية. معتقل غوانتانامو على صعيد آخر، أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) الجمعة ان معتقلا يمنيا في غوانتانامو قرر البقاء حاليا في هذا السجن الامريكي الواقع في كوبا الذي امضى فيه 14 عاما مع ان السلطات وافقت على نقله. وصرح جنرال امريكي انه كان من المقرر نقل محمد علي عبدالله باوزير الاربعاء لكنه غير رأيه في اللحظة الاخيرة. واكتفى المتحدث بالقول انه "لا يمكن كشف تفاصيل قرار معتقل رفض نقله الى بلد ثالث، باستثناء انه لم يقبل العرض بنقله". وأضاف روس ان المعتقل اليمني يبقى مع ذلك على لائحة البنتاغون للاشخاص الذين تمت المصادقة على نقلهم وسيواصل المسؤولون محاولة نقله من غوانتانامو.