منذ الخمسينيات ومجتمعنا السعودي ذو مكونات وجنسيات متعددة، وجارنا اليمني أحدهم، كان وما زال يشكل جزءا من تركيبتنا الاجتماعية والاقتصادية، ويتصف العامل اليمني بالفعالية والجدية في اداء عمله، إلا انه لم يجد في بلده مجالا للرزق. الاقتصاد اليمني يعتبر من أكثر اقتصاديات الدول العربية تأخرا وابطئها تطورا بالرغم من أن اليمن قد منّ الله عليه بمقدرات عديدة في القطاعات الزراعية والسياحية والثروة المعدنية. إلا ان هذه الامكانيات الواعدة لم تتطور والسبب في ذلك هو تأخر اليمن الاقتصادي، وهو نتاج مزعج، لامتزاج الفساد المالي والقيادة غير المخلصة، وما زال اليمن إلى هذه اللحظة يعاني سوء التخطيط واهمال المصلحة العامة، وتشرذم الدولة، وكل مقومات البلد كانت تحت يد الرئيس السابق وعائلته، حتى ان يمني المهجر عزف عن الاستثمار في بلده لعدم الثقة في الدولة اليمنية. اليمن مازالت في صراع مستمر جغرافيا وقبليا ومجتمعيا وحتى مذهبيا وما الحرب الحالية الا جزء من هذا الصراع. الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح كما شهدنا وخبرنا مستبد في حكمه، انتهازي ووصولي في مناوراته وهو اقرب في تصرفه إلى زعيم عصابة منه الى رجل دولة. إذا اردنا معرفة رأي شعبه فيه فلننظر فيما روته عنه القصص وحاكته الاساطير، يقال انه اتى بكيس مغلق مليء بالفئران، وسأل ابنه كيف ستتعامل معها؟ فأخذ الابن الكيس وفتحه، فانتشرت الفئران في كل مكان، ولم يستطع جمعها كلها، ثم اتى الوالد بكيس آخر كسابقه ولكنه هذه المرة رفعه كمقلاع، ولف به عدة مرات عنيفة وسريعة ثم رماه على الأرض وفتح الكيس ليجد ان الفئران لا حراك فيها، لقد «داخت» والعبرة هنا.. اشغل الناس بأنفسهم وما الحرب الحالية إلا واحدة من عبقريات إستراتيجية الفئران، ولديه مقولة بأن حكم اليمن كمن يرقص على رؤوس الافاعي، ويعني رؤوس القبائل وهذه المرة ابتلعته الافاعي انها بهللة الحاوي.. وهذه البهللة لا تحكم بلدا ولا تقود أمة. لا انسى ذلك الشيخ اليمني بشعره الابيض وشروخ السنين على جبينه، عندما قال: على اجيالنا اليمنية الحاضر منها والقادم.. ان لا ينسوا فضل التحالف وعلى رأسه المملكة العربية السعودية.. ويقول لا اريد أبدا أن افكر كيف ستكون اليمن مستقبلا.. بدون هذا التحالف.