صال وجال في ملاعب كرة اليد السعودية، عازفا أجمل الألحان مع يد الخليج، التي تواجد فيها ك "مايسترو" لأوركسترا "الدانة"، راسما بريشة فنان عشق كرة اليد حتى النخاع لوحة فنية رائعة، تزينت بالكثير من الألقاب والانجازات المختلفة. كانت الكرة بين يديه تمتلك قيمة الذهب، لما يقدمه من فنون ومتعة، صفقت لها حتى جماهير الخصوم اعجابا، ووقفت لها احتراما وتقديرا. هو احد أبرز اساطير كرة اليد السعودية، لكنه رغم ذلك حافظ دائما على تواضعه الجم، وهو ما جعل منه معشوقا لكافة محبي كرة اليد السعودية على مختلف انتماءاتها. هو نجم كرة اليد السعودية ونجم نادي الخليج الرائع السيد أحمد حبيب، الذي تحدث مع "الميدان" بشجن عن كرة اليد السعودية، في حوار جاءت تفاصيله على النحو الآتي: نعيش حدث البطولة الآسيوية ال "17" لكرة اليد، فكيف ترى حظوظ المنتخب السعودي في التأهل لنهائيات كأس العالم بفرنسا 2017م؟ * المنتخب السعودي الأول لكرة اليد قادر على التأهل للمرة الثامنة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم، متى ما قدم المستوى المعروف عنه، وحافظ على تركيزه وانضباطه التكتيكي في كل المباريات. ولعل الانضباط التكتيكي هو الاهم، كون المنتخب السعودي يفتقد لوجود الضارب الأشول، وهو ما يؤثر على توازن الفريق داخل أرضية الملعب، لذلك يجب أن يعوض ذلك من خلال الحل التكتيكي، بعيدا عن الميل الى اللعب الفردي الذي يتميز به لاعبو المنتخب السعودي. قدم المنتخب السعودي مستوى مميزا وقويا أمام المنتخب الايراني، ثم مستوى متواضعا جدا في مباراة المنتخب الاماراتي، فما الذي حدث؟ * التركيز والانضباط التكتيكي والروح كانت حاضرة بقوة في مباراة المنتخب الايراني، مما ساهم في تقديم المنتخب السعودي لمستوى راق جدا. أما في مباراة الامارات فكان التركيز غائبا، واتضح غياب التحضير النفسي للاعبين من قبل الجهازين الفني والاداري، فبعد مباراة قوية مثيرة مع منتخب منافس كالمنتخب الايراني يحتاج الفريق لتهيئة نفسية خاصة، من أجل تقديم نفس المستوى في المباراة التي تليها، خاصة حينما تكون أقل من الناحية النفسية. وماذا عن التشكيلة التي بدأ بها نيناد اللقاء؟ * لا يمكن توجيه الاتهامات للمدرب، خاصة واننا لم نتابع مباريات المنتخب السعودي أثناء فترة الاعداد الخارجية، فربما لعب المدرب عدة مباريات بنفس التشكيلة وقدمت مستويات مميزة، واراد استغلال ذلك في اراحة التشكيلة التي خاضت مباراة ايران بعد المجهود البدني الكبير الذي قدمته، لكنه لم يوفق في ذلك. أما عن وجهة نظري الشخصية، فأرى أن المدرب كان يجب أن يعتمد على نفس التشكيلة التي خاضت مباراة ايران، ومن ثم اشراك التشكيلة الثانية في حال اتساع الفارق، كما حدث في مباراة لبنان. ربما هي رسالة واضحة أن الصف الثاني أقل مستوى من الصف الاول، وهي مشكلة لمنتخب يسعى للمنافسة بقوة على لقب البطولة الآسيوية؟ * لن أطلق عليهم مسمى الصف الثاني، لكن التشكيلة التي لم تخض مباراة المنتخب الايراني يوجد بها العديد من العناصر المميزة والقادرة على تقديم الاضافة للمنتخب السعودي، وأخص بالذكر عبدالله آل حماد الذي يملك امكانات كبيرة جدا، وهو قادر على صنع الفارق متى ما بذل المزيد من المجهودات داخل ارضية الملعب. تحدثت عن التهيئة النفسية عقب مباراة ايران، افلا تعتقد أن تواجد أحد لاعبي الجيل الذهبي لكرة اليد السعودية، هو الحل الامثل للمساعدة في ذلك؟ * ربما تواجد لاعب خبير، خاض العديد من البطولات الخليجية والعربية والاسيوية وكذلك العالمية، سيكون مثاليا جدا من أجل المساعدة في تهيئة اللاعبين نفسيا حتى قبل انطلاق المنافسات، لانه سيساهم في اختصار المسافات، وسيقدم عصارة خبرته من أجل قيادة اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، لكن تبقى هذه الامور معتمدة على سياسة الاتحاد ورؤية ادارته لما هو انسب واصلح للمنتخب خلال الفترة الحالية. كنت أحد أبرز لاعبي الجيل الذهبي لكرة اليد، فكيف ترى مستوى كرة اليد السعودية في الفترة الحالية؟ * كرة اليد السعودية تمتلك العديد من النجوم المميزين في الوقت الحالي، لكنهم يميلون الى اللعب الفردي أكثر من الجماعي الذي كان يميز جيلنا، وان تواجد لاعبون من أصحاب المهارات الفردية العالية، الا أنهم كانوا يستخدمونها في الأوقات المناسبة دون الاخلال أبدا بالمنظومة الجماعية. وهل اثر ذلك على الجاذبية التي كانت تمتلكها كرة اليد السعودية؟ * الجاذبية ما زالت موجودة، لكنها تأثرت بالعديد من العوامل، فكرة اليد قائمة على عدة اسس، منها القوة الدفاعية والقوة الهجومية، فإجادة الفرق لكلا الجانبين يزيد من حدت الاثارة، وهو ما كانت كرة اليد السعودية تمتاز به، فالفرق المنافسة كانت مميزة في الناحيتين، وتجيد كذلك تنفيد الهجوم الخاطف بشكل رائع. وهنالك امر اخر، وهو قرب اللاعبين من بعضهم البعض ومن المجتمع والجماهير، كلها كانت عوامل مؤثرة ايجابيا، وتنعكس على اداء الفريق داخل الملعب، أما الان فنرى بعض اللاعبين يكتفي برؤية زملائه أثناء التمارين والمباريات فقط، ولا تجده يحتك بمجتمعه الا فيما نذر. عقب مضي عدة جولات من الموسم الحالي، كيف تقرأ منافسات الدوري السعودي الممتاز لكرة اليد؟ يبدو أن هذا الموسم سيكون مختلفا جدا، وأكثر اثارة وقوة، خاصة مع عودة فريقي مضر والصفا لمنافساته، اضافة للتعاقدات الكبيرة والاستعدادات المميزة لغالبية الفرق المشاركة في الدوري. نعود إلى نادي الخليج، النادي الذي شهد مسيرتك المليئة بالإنجازات، لنطرح تساءل يتداوله الجميع، إلى متى هذا الغياب عن البطولات؟ * أجاب والحسرة بادية على محياه، قائلا: "صفاء النفوس هو الأساس الذي سيعيد يد الخليج لتحقيق الذهب". وهل هذا ما ينقص يد الخليج فقط؟ * هنالك نواقص أخرى، لكن صفاء النفوس هو الأهم، وحينما تصفو النفوس يمكن العمل على بعض النواقص الفنية، من خلال تكوين لجنة تضم لاعبين واداريين سابقين، وذلك لا يعني الانتقاص بمن يعمل في الوقت الحالي، لكن ذلك أفضل ليد الخليج من وجهة نظر شخصية. في ظل تألق فرق الفئات السنية بنادي الخليج في السنوات الثلاث الماضية، هل تؤيد اعطاء الفرصة للاعبين الشباب؟ في الوقت الحالي تعطى الفرصة لبعض لاعبي الفئات السنية، الذين اثبتوا جدارتهم، لكن الاعتماد الكامل عليهم يحتاج إلى جرأة. وارى أنه من الأنسب وضع خطة واضحة لإحلال لاعبي فريقي الناشئين والشباب في مكان لاعبي الفريق الحالي بشكل تدريجي. الجيل الجميل لكرة اليد السعودية، خرج العديد من اللاعبين المميزين والرائعين، لكن أين هم عن المجال الفني؟ عقدة الأندية واللاعبين تجاه المدرب الوطني هي السبب في ذلك، فالبعض تواجد في المجال الفني وحقق انجازات مختلفة، لكن يظل الاعتقاد بأن المدرب الاجنبي هو الأفضل والانسب من جميع النواحي سائدا. كلمة أخيرة، ماذا تقول فيها؟ * اشكركم على هذه الاستضافة الجميلة، وأتمنى أن تنجح يد الدانة في العودة لتحقيق الذهب سريعا وخلال هذا الموسم بمشيئة الله. أحمد حبيب