كشفت هيئة تنظيم الكهرباء والانتاج المزدوج ل"اليوم" أن 87% من فواتير الشريحة السكنية الأولى والثانية، والتي تبدأ من 1 إلى 4000 واط لن تتأثر بهذا التغيير الجديد لأسعار الكهرباء، والزيادة في بقية الفواتير متدرجة ويمكن لاحقاً قياس مدى هذا التفاعل بعد مضي بعض الوقت من تطبيق التعريفة الجديدة، مقارنة بما كانت عليه قبلها. كما أن الهيئة لا تتوقع خفضا كبيرا في استهلاك الكهرباء؛ لأن الزيادة بسيطة ولا تشمل جميع شرائح الاستهلاك. وأضافت الهيئة إن الاستهلاك السكني يتأثر بعدة عوامل مثل حجم المنزل، وعدد الأفراد، ودرجة الحرارة المحيطة، وعادات المستهلك، بالإضافة إلى نوعية وكفاءة الأجهزة التي يقتنيها المستهلك، والتي كلما زادت كفاءتها ساهمت في تحسن الاستهلاك وانخفاضه (يمكن معرفة ذلك من خلال بطاقة كفاءة الطاقة للأجهزة الكهربائية)، وتعتبر المكيفات أحد أهم العوامل المؤثرة على فاتورة المستهلك لذا يجب أن يراعى اختيار المكيفات ذات الكفاءة العالية، والمحافظة عليها من خلال الصيانة الدورية وتنظيف الفلاتر بشكل مستمر، كذلك اختيار لمبات الانارة ذات الكفاءة العالية من الأنواع الحديثة المصنعة بتقنية «إل إي دي»، وكذلك ضرورة أهمية حرص المستهلك على ترشيد الاستهلاك فلا يشغل من الأجهزة الا ما يحتاج وفي الوقت الذي يحتاجها فيه، وخاصة التكييف والانارة. كما أن الزيادة الناتجة عن قرار التعريفية الجديدة سيكون لها أثر إيجابي في تحفيز المستهلكين على تخفيض مستوى الاستهلاك الحالي، حيث يتوقع أن يتفاعل المستهلكون بشكل إيجابي من خلال استخدام الأجهزة المساعدة على تحسين كفاءة الاستخدام وترشيد الاستهلاك، كذلك الحرص على القيام بأعمال الصيانة الدورية لأجهزة التكييف وضبط درجات الحرارة عند معدلات معقولة وتغيير الإنارة التقليدية الحرارية إلى الإنارة المرشدة وتركيب عوازل حرارية للمباني القائمة وتغيير النوافذ إلى نوافذ ثنائية الزجاج. علماً أن المركز السعودي لكفاءة الطاقة http://www.seec.gov.sa/ يقدم العديد من البرامج التوعوية التي تساعد المستهلك على تحسين استهلاكه. ولا شك أن الزيادة الناتجة عن قرار التعريفة الجديدة لها أثر إيجابي في تحفيز المستهلكين على تخفيض مستوى الاستهلاك وهذا مجرب في كثير من الدول، ومن المؤمل تفاعل المستهلكين واستفادتهم من الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية المختلفة في مجال تشجيع تحسين كفاءة الاستخدام وترشيد الاستهلاك. وكما أن للتعريفة دورا مهما في إرسال رسالة واضحة للمستهلكين عن أهمية الترشيد فإن البرامج التوعوية التي تقوم بها الهيئة وتشارك فيها مع الجهات ذات العلاقة سيكون لها أكبر الأثر في مزيد من الترشيد في الاستهلاك. وذكرت الهيئة أنه يمكن للمستهلك من خلال استخدام تطبيق الشركة أو موقعها الإلكتروني من خلال الاطلاع على الحالة التاريخية لفواتيره (على مدى عامين) والتي يتبين من خلالها كمية الاستهلاك وقيمة الفاتورة. كذلك فإنه وبعد صدور أي فاتورة يمكنه الاستفادة من الخدمة التي تقدمها الهيئة على موقعها الإلكتروني http://www.ecra.gov.sa وهي الفاتورة الإلكترونية، والتي تساعد المستهلك على مراجعة صحة فاتورته الصادرة من مقدم الخدمة، كذلك تقدم الفاتورة الإلكترونية مؤشرا هاما لقياس كفاءة استهلاك الكهرباء، وهو "بصمة الاستهلاك" مما يساعد المستهلك على معرفة مستواه النسبي في توفير الطاقة الكهربائية مقارنة بالمستهلكين الآخرين وذلك من خلال تصنيف الاستهلاك إلى ثلاثة نطاقات وهي الخضراء للمستهلكين المرشدين والبرتقالي للمستهلكين متوسطي الاستهلاك والأحمر للمستهلكين الأقل كفاءة في الاستهلاك، ومن خلالها يتمكن المستهلك الاستفادة من النصائح المقدمة لكل نطاق مما يمكن من تحسين كفاءة استهلاكه للكهرباء ومعرفة فرص التوفير المالي عند تغيير نمط الاستهلاك.