بدأت حرارة الشمس تتصاعد مع بداية صيف طويل وبدأت فاتورة الكهرباء تتضاعف وأنت تردد داخل نفسك كيف اخفض فاتورة الكهرباء؟ إن لديك أيها المستهلك ثلاثة خيارات: الأول الترشيد من خلال خفض استخدامك لطاقه وذلك بالاستخدام الأمثل للطاقة حسب أولوياتك فقد تتجنب الاستخدام غير الضروري من أجل توفير جزء من استهلاكك اليومي، والثاني رفع كفاءة استهلاكك باستخدام المكيفات والأدوات الكهربائية الأكثر كفاءة لتحصل على نفس المستوى من الاستهلاك ولكن بأقل تكلفة وذلك بزيادة الطاقة المستخدمة لكل واحد كيلووات بدلاً من زيادة عدد الكيلو وات، والثالث خليط من الإثنين بترشيد ورفع الكفاءة مما سيحسن استخدامك للطاقة ويخفض فاتورتك بنسبة أكبر. فلا شك أن استهلاكك للكهرباء يرتفع ترابطياً مع حرارة الصيف الممتدة معظم اليوم ولكن تستطيع أن تخفض فاتورتك من خلال محاولتك أن لا تصعد إلى نطاق أعلى من التعرفة، على سبيل المثال إذا ما كنت تستهلك 2000 كيلو وات في الأيام العادية فإنك لا تدفع إلا 5 هللات لكل كيلو وات أي بإجمالي قدره 100 ريال ولكن عندما تقترب من نطاق 4000 كيلو وات فانك ستدفع 200 ريال إضافية، لاحظ انتقالك من النطاق الأول إلى الثاني سيضاعف قيمة فاتورتك وقد تصل الى النطاق الثالث ليصبح إجمالي فاتورتك 540 ريالا، أما عند النطاق الرابع فإنك ستدفع 690 ريالا لأنك لم تنتبه بأنه عند هذا النطاق ترتفع التعريفة إلى 15 هللة وتنخفض الكميه إلى 1000 كيلو وات كما هو الحال في النطاقات اللاحقة، بينما في النطاقات السابقة كان نطاق التعرفة يغطي 2000 كيلو وات، فهل فكرت يوما في نطاقات التعريفة؟ أنا متأكد لو فكرت لوفرت جزءاً من فاتورتك الشهرية وذلك بمحاولتك وإصرارك على البقاء في النطاق الثاني أو الثالث كحد أقصى. كما أن توفر العداد الذكي (Smart meter) مستقبلياً من قبل شركة الكهرباء سوف يساعد على تسجيل استهلاك الطاقة الكهربائية على مدى ساعة أو أقل ويوفر بيانات إضافية عن استهلاك الطاقة والتركيبة السكانية للعملاء، والفواتير والمدفوعات من خلال الاتصال بمركز التقارير والتسعير. وهذا سوف يساعد الشركة على إلقاء نظرة ثاقبة في الطريقة التي يمكن بها استخدام برنامج "سمارتميتير" وإشراك العملاء وتقليل استهلاك الطاقة وتوفير نطاقات تسعيرية بديلة تكون أكثر جاذبية للعملاء. فضلاً عن أن تلك البيانات ستساعد الشركة على تحديد الرسالة المفروض إرسالها إلى الأسر المستهلكة في الوقت المناسب من أجل حثهم على الحفاظ على ترشيد الطاقة. هنا تكون معرفه المستهلك بسلوكه الاستهلاكي قضية محورية، لأن الصعوبة تكمن في تغيير سلوك المستهلك وبيئته المفرطة في الاستهلاك كما هو ظاهر في حالات أخرى من استهلاك السلع والخدمات، فطبيعة حياته اليومية تعكس هذا السلوك الذي باستطاعته كسره بإدخال متغير التوفير في معادلته السلوكية من أجل توفير ريال واحد ينفقه على ما هو انفع له، فبدلاً من استلام الفاتورة في نهاية الشهر كأمر مسلم به ودفعها تلقائياً عليه أن يقضي 5 دقائق بالتدقيق في أرقام عداده والمعلومات المتوفرة لديه مسبقا وتسجيل رقم استهلاكه في نهاية كل شهر ليستخدمة كمتغير للتنبؤ باستهلاكه في الشهر القادم وأدائه للتحكم في استهلاكه اليومي حتى لا يتجاوز النطاق الذي وضعه لنفسه كحد أقصى. وأقول لأصحاب الأسوار المشعة كونوا قدوة لوقف تبذير الطاقة فمصابيحكم لا تميزكم عن غيركم بل تغضبنا نحن أنصار حماية الطاقة من أجل مصلحة الوطن، فدائما أشاهد هذه المصابيح وتمنيت أن أقول لأصحابها لماذا هذه الإضاءات هل هو استغلال للطاقة الرخيصة على حساب الوطن. إنه مؤشراً على عدم الوعي والإسراف، فإضاءة الشوارع كافية لكشف أسوار بيتك وإبرازه. " أوقفوا إهدار الطاقة" لا مصابيح ولا كشافات على الأسوار الخارجية حتى ولو كانت عالية الكفاءة.