برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الاحساء تُقيم أمانة الاحساء تزامناً مع إجازة منتصف العام الدراسي خلال الفترة 4-6 ربيع الآخر مهرجان (سوق القيصرية)، وأوضح أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم ان إقامة مهرجان سوق القيصرية يأتي انطلاقاً لأولويات الأمانة ومسؤولياتها المجتمعية والاسهام في التفعيل السياحي للأحساء, وتعزيزاً لأهدافها في المحافظة على التراث والفنون الشعبية، وامتداداً لنيل الاحساء لعضوية الانضمام لشبكة المدن الإبداعية العالمية بمنظمة اليونسكو العالمية في المجال الإبداعي الخاص بالحرف اليدوية والفنون الشعبية كأول مدينة خليجية والثالثة عربياً، بعد ان ضمت القائمة النهائية للمدن المنضمة حديثاً لشبكة اليونسكو 47 مدينة حيث جاءت الاحساء في المرتبة الثانية من هذه القائمة، في ظل دعم واهتمام قيادتنا الرشيدة –أيدها الله-، وشراكة استراتيجية بين الأمانة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بقيادة رئيسها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان في المحافظة على التراث الوطني والارث التاريخي في مدن المملكة ومنها الاحساء، بمتابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف امير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الاحساء، مبيناً ان المهرجان سيشهد تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة والتي تشمل (الفنون والفلكلورات الشعبية، مشاركة حرفيي الصناعات والمنتوجات اليدوية بين جنبات سوق الحميدية المجاور لسوق القيصرية، عروض الألعاب الشعبية التي ستُحيى فعالياتها بين ازقة سوق القيصرية)، وغيرها من المناشط التراثية والتاريخية والشعبية الأخرى. وأضاف المهندس الملحم: ان انضمام الاحساء "ليس شرفياً" وانما هناك تعهد من المجتمع الاحسائي بتطبيق رؤية ومهام واهداف الشبكة بما يخدم الاستمرار في خطط التنمية المستدامة واستغلال الابداع كمحور دائم فيها، وأضاف الملحم: آنياً ومستقبلاً سيتمكن فريق الدراسة من الاحساء من حضور اجتماعات الشبكة الدورية لنقل الخبرات والتعاون فيما بين المدن المشاركة وسيكون اول اجتماع في سبتمبر 2016م، كما ان الاحساء ستحصل على شعار شبكة المدن الإبداعية العالمية متضمناً اسمها والشعار الخاص بها . ويعتبر سوق القيصرية بالأحساء أحد أشهر الأسواق التاريخية الأثرية الخالدة على مستوى منطقة الخليج العربي، فمازال يحمل بين أرجائه عبق الماضي وأصالة التُراث، ونكهة الماضي ممزوجةً برائحة الحاضر. يقع سوق القيصرية وسط مدينة الهفوف، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1238ه تقريبا، ويضم السوق مجموعة من المحال، أغلبها دكاكين صغيرة مُستأجرة من قبل التُجَّار والأهالي، وهو عبارة عن صفوف من المحلات تقع في ممرات مغلقة ومسقوفة، ويشبه بناء السوق الطراز العثماني القديم، حيث تميز بدكاكينه المتفرقة، حيث يعتبر من أحد المعالم السياحية بالأحساء، ويفِدُ إليه الزُّوَّار من شتَّى الدول العربية والأجنبية ودول الخليج العربي وخاصةً قطر والكويت والبحرين نظرًا لِقُربها من الأحساء. من جهته، قال رئيس بلدية وسط الهفوف التاريخي المهندس حسين الحرز إن القيصرية تشكل إرثًا تقليديا للثقافة بوجود الحرف المهنية ومنتجاتها، وتعتبر بيئة عمرانية تسويقية لضخامة المبنى وتشعباته وطوله المُمتد من الجنوب حتى الشمال، كما يمثل نموذجا فريدا على مستوى الجزيرة العربية من حيث التصميم المعماري. ويتضح من خلال البناء قِمَّة الدقة في استخدام المواد كأسقف الكندل، والتي كانت تزهو بألوانها من الباسجير ووقايتها ضد العوامل الجوية والعثَّة مما جعلها تُقاوم وتطول. وتتميز ممرات القيصرية بارتفاعها لتشكل ارتياحا للمرتادين والاستفادة من ذلك للتهوية والإضاءة الطبيعية. وطابعه المعماري محلِّي مُميَّز سواء في تشكيلة الأسقُف المُلَّونة أو الأبواب المستخدمة ذات الانكسارات (أعلى وأسفل) ليعرض ويعلق عليها البضاعة أو تلك الأبواب التي تشرع الجانبين واستخدام المسامير المقببة، وتشكل القيصرية نموذجا فريدًا في تخطيط وتصميم الأسواق على مستوى الجزيرة العربية. الحرف اليدوية تجد رواجا في السوق حرفة القفاص لا يجيدها إلا القليل