غزت الأحداث الفضائية وسائل الإعلام عام 2015، فكانت سنة فضائية بامتياز تخللتها عدة اكتشافات أذهلت سكان الأرض. وأوردت شبكة سكاي نيوز عربية امس، أنه في فبراير 2015، اكتشف العلماء ثقبا أسود هائلا يعادل حجم الشمس 12 مليار مرة، وسط كتلة نجمية متوهجة تكونت في الأزمنة السحيقة من نشأة الكون، مما يدحض نظريات راسخة حالية تقول إن الثقوب السوداء والمجرات التي توجد بها تتمدد بإيقاع نسبي على مر العصور. وفي أبريل 2015، قامت مركبة ماسنجر بالانتحار على سطح كوكب عطارد بعد أكثر من عقد على إطلاقها، وبهذه المناسبة قدمت وكالة "ناسا" تعريفا بإنجازات المركبة، بما في ذلك اكتشاف المياه على عطارد، أقرب كواكب المجموعة الشمسية إلى الأرض. وأذهلت ناسا العالم في يوليو 2015، حين اكتشف تلسكوب كيبلر كوكبا شبيها بالأرض، يدور في المنطقة الصالحة للسكن (habitable zone) حول نجمٍ شبيه بشمسنا. وشكل هذا الاكتشاف، إلى جانب اكتشاف 11 كوكباً من كواكب كبلر الصغيرة الموجودة في المنطقة الصالحة للسكن، حدثاً تاريخياً مهماً ضمن رحلتنا نحو البحث عن أرض أخرى. واستيقظ الناس في يوليو 2015، على أول صورة كوكب بلوتو أرسلها مسبار "نيو هورايزونز" بعد رحلة استمرت 9 سنوات، وكانت الصور هي الأقرب في التاريخ للكوكب وأوضحت تفاصيل سطحه المختلفة وطبيعة مكوناته. أخيرا في سبتمبر 2015، الحدث الأبرز فضائيا، حين اكتشفت وكالة الفضاء الأميركية ناسا أدلة على وجود الماء على سطح المريخ، وقال العلماء إن ذلك يؤشر على إمكانية أن يكون الكوكب مؤهلا لوجود حياة على سطحه. وفي وقت سابق، أطلقت مجموعة "سبيس إكس" الأمريكية صاروخ "فالكون 9" بنجاح، وعلى متنه 11 قمرا صناعيا، إلى الفضاء الخارجي، وتمكنت أيضا في حدث هو الأول من نوعه من استعادة الطابق الأول من هذا الصاروخ الذي حط بسلام على اليابسة. وأطلق الصاروخ من قاعدة "كاب كانافيرال" في فلوريدا، وبعد دقائق من صعوده انفصل الطابق الأول الذي يمد الصاروخ بقوة الإطلاق وبدأ بالهبوط إلى الأرض، في حين أكمل الطابق الثاني مهمة الدفع نحو الفضاء. وبمساعدة محركات أبطأت من سرعة هبوطه، نجح الطابق الأول بعد 11 دقيقة على إطلاقه في أن يحط بسلام وبشكل عمودي، كما أظهرت مشاهد بثتها المجموعة مباشرة. وقال المذيع في المجموعة المملوكة للملياردير إيلون ماسك خلال تعليقه على عملية الإطلاق: إن "فالكون حط على الأرض"، في حين علا تصفيق مئات المدعوين الذي تابعوا عملية الإطلاق من داخل مركز القيادة في هاوثورن في كاليفورنيا. وفي الدقائق التي تلت ذلك نجح الطابق الثاني من الصاروخ في وضع الأقمار الصناعية ال11 في مدار منخفض حول الأرض، وهذه الأقمار جميعها تابعة لشركة "أوربكوم" للاتصالات. وتتيح استعادة الطابق الأول من الصاروخ لمجموعة "سبيس إكس" تخفيض تكاليف الرحلات الفضائية بشكل كبير، من خلال إعادة استخدام الصواريخ القاذفة. وحاولت المجموعة مرارا أن تستعيد الطابق الأول من الصواريخ، بدلا من أن تحترق في الغلاف الجوي للأرض، لكنها كانت تفشل في كل مرة، علما أنها كانت تحاول استعادته على منصة في المحيط. وفي 28 يونيو الماضي، انفجر صاروخ من طراز "فالكون 9" بعيد انطلاقه من قاعدة "كاب كانافيرال"، حاملا مركبة شحن غير مأهولة من طراز "دراغون" إلى محطة الفضاء الدولية، في أول حادث يصيب "سبيس إكس" بعد 18 مهمة فضائية ناجحة. وتتكفل المجموعة الأمريكية الخاصة بتنفيذ 12 مهمة لمركبات "دراغون"، لتزويد المحطة التي يقيم فيها 6 رواد فضاء في مدار الأرض بالمؤن والمعدات، بموجب عقد مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بقيمة 1.6 مليار دولار.