ما أن يعلن عن موعد مباراة ما تجمع بين قطبين من أقطاب الكرة إلا وتسود حالة من الترقب.. وما إن يقترب الموعد ذاته إلا ويتأهب أنصار الفريقين ويذهب كل منهما إلى تطمينات وتخمينات لما ستؤول إليه النتيجة، فيأخذ التوتر منهما كل مأخذ ويظل الحدث طاغياً على أحاديث الشارع والمجالس حتى ساعة أوانه وحلوله. أما وقد حان الموعد فكل شيء مؤجل.. إذ الهلال والنصر حاضران في ليلة لقاء رسم فيها المطر كثيراً من التفاصيل الجميلة، لقاء ليس كأي لقاء وديربي ليس مثل أي ديربي آخر، عناق حار.. وتبادل تحايا.. كان عليها ممثلا الفريقين والطاقمان الإداري والفني. بل هو أبعد من ذلك.. فمن خلاله تجسد الوفاء معنىً على أرض الدرة، وبرزت القيم اعتزازاً بالثوابت.. وهفت قلوب تحمل دعوات صادقة من خلال رفع لافتات مناصرةً مؤيدةً أبطال الحد الجنوبي، ومتضامنةً مع مصابي مستشفى جازان ومترحمةً على شهدائه! الهلال والنصر مختلفان هذه المرة، وعلى خلاف ما يعهد.. متعة وجمال وروح رياضية تملأ العينين نظراً.. جانبٌ مهم تؤخذ منه العبر ويجب ألّا يغفل، ويحسن أن تستغل مثل تلك المباريات المهمة التي تتابع من قِبل كافة شرائح المجتمع لتعزز من خلالها المبادئ، ويجتث التعصب من جذوره. مسك الختام.. محمد الشلهوب حالة استثنائية والرقم الصعب في الملاعب، كتبت غير مرة في عدد من الصحف والمواقع.. كتبت وكتب غيري الكثير إشادةً بقدراته وبأدبه وأخلاقه، لاعب مثله فريد من نوعه ينبغي أن تنسج المقالات تباعاً حول مسيرته.. الشلهوب باختصار هو القيمة الباقية في الملاعب! ومن المشاهد من لا تحيطه العبارة إلماماً بوصف أكثر مما يثيره المشهد ذاته فيترك انطباعاً في نفس المتلقي.. وعلى كلٍّ يأبى القلم حين يخط على الورق.. إلا أن يغرق في التفاصيل.