بدأنا عام 2016م بكارثة حريق ضخم في أحد الفنادق الواقعة في محيط برج خليفة في مدينة دبي -فندق العنوان داون تاون الواقع في قلب مدينة دبي- أثناء الاستعداد للاحتفالات في دخول السنة الميلادية الجديدة. والجدير بالذكر، في الوقت الذي يحترق فيه الفندق المعروف على مستوى العالم بصفة عامة وبين الخليجيين بصفة خاصة بفخامته وضخامته وموقعه المتميز، يُعلن في وسائل الإعلام عن أن الاحتراق لن يؤثر على الاحتفالات المخطط لها وكأن هذا هو هم الجميع!! وفعلاً احتفلت دبي بقدوم العام الجديد بإطلاق ألعاب نارية هائلة من برج خليفة وبرج العرب وغيرهما بحضور آلاف المشاركين، وذلك عقب السيطرة على حريق ضخم شّب قبيل ساعتين من الاحتفالات. الموضوع يحمل أكثر من وجه لعملة واحدة، العملة هي دبي التي خطت خطوات سريعة وإبداعية واستطاعت بفترة وجيزة أن تحقق شهرة عالمية في المجالات الاقتصادية والإدارية والتقنية، وفي مجال السياحة والترويح عن النفس، فهي المعلم ومنها يجب أن نتعلم، والوجه الأول هو أنها أثبتت بجدارة تقدمها في شتى الميادين ومنها: مهارة الدفاع المدني وقدرته على إنجاز مهمته بجدارة فائقة والتي صُرح بها قبل انتهاء المهمة بثقة مطلقة بأن الحريق سوف يُخمد قبل بدء الاحتفالات وفعلاً تم ذلك. والوجه الثاني هؤلاء الآلاف الذين جاءوا من شتى بقاع الأرض وما يعنيني من دول الخليج العربي لحضور تلك الاحتفالات ومشاهدة الألعاب النارية في أوقات عصيبة وحرجة يواجهها العالم أجمع، أهي شيء يستحق أن نضحي بأرواحنا ونتجمهر في تلك الأماكن دون مبالاة للمشاكل التي يواجهها العالم والتي قد تكون تلك الأماكن بيئة مناسبة للأهداف القذرة؟. ونحمد الله ونشكره مراراً وتكراراً أن المشكلة انتهت بخسائر مادية فقط. والسؤال هنا هل ستعوض مدينة دبي -التي تدفع الملايين لجذب العالم إليها بمقابل ملايين تدخل خزائنها- الخسائر المادية التي تكبدها الاشخاص المقيمون في هذا الفندق حيث فقدوا ممتلكاتهم نتيجة احتراق غرفهم!!! وأخيراً أوجه شكرا خاصا لحكومة دبي عامة والدفاع المدني خاصة على ما قدموه من جهود وتضحيات لإخماد الحريق. كما أوجه نصيحة لإخواني وأخواتي في دول الخليج العربي بالابتعاد عن الأماكن التي تعد أهدافا للإرهابيين والمخربين والحاقدين على الإسلام والمسلمين وبصفة خاصة في الأوقات الراهنة التي يعيشها العالم أجمع. حفظنا الله وإياكم من كل شر، وكل عام وأنتم بخير.