يعكف باحثون في ايسلندا على تطوير تقنيات ذكية لتوقع نشاط البراكين في البلاد، في مسعى إلى تقليل الأضرار الناجمة عنها. ويقترح العلماء إرسال طائرات بدون طيار إلى بؤر البراكين لالتقاط الصور، وجمع معطيات مفيدة يتعذر أن يجمعها الباحثون الأفراد بشكل مباشر. ونقلا عن شبكة سكاي نيوز عربية، يوضح الربان، فيرديناند وولف، أن هناك طرقا عدة ليستفيد العلماء من إرسال طائرات بدون طيار، إذ بإمكانهم مثلا أن يلتقطوا صورا، لينشؤوا من خلالها خرائط ثلاثية الأبعاد للبركان، حتى تكون الآثار البيئية للظاهرة على قدر كبير من الوضوح. ويضيف: إن من الممكن أيضا أن توضع أجهزة استشعار في تلك الطائرات، أو استعمال كاميرات حرارية تحت حمراء، مؤكدا أن ذلك سيكون أقل تكلفة من الإرسال بمروحيات تقليدية. وسبق للباحثين في ايسلندا أن أرسلوا طائرة بدون طيار إلى بركان باردا بونغا، واستطاعت أن تحلق على ارتفاع مائتي قدم، في وقت بلغت فيه مادة اللافا البركانية درجة حرارية تقارب المائتين. ويعد بركان كاتلا أحد أكثر البراكين نشاطا في إيسلندا، كما يعد أخطرها على الإطلاق، وفق ما ذكرت سكاي نيوز. ويرجح العلماء أن تكون خسائر البركان القادم أثقل مما نجم عن بركان 2010 الذي أربك أوروبا، وينشط البركان عادة بشكل كبير مرتين كل مائة عام، وكانت آخر مرة ألقى فيها حممه، سنة 1918. وتسبب نشاط البركان بأضرار كبيرة للمياه المتجمدة حول إيسلندا، وقد ينجم عنه الخطر ذاته، مستقبلا، وهو ما يسعى العلماء إلى استباقه عن طريق التكنولوجيا. بدورها، أعلنت سلطات الإكوادور حالة الطوارئ أخيرا اثر استفاقة بركان كوتوباكسي القريب من كيتو، ويعتبر أحد أخطر البراكين في العالم، وتم إجلاء العديد من سكان البلدات المهددة خشية ثوران محتمل للبركان. ويقع البركان على بعد 45 كيلو مترا عن العاصمة كيتو وفي وسط البلاد وعلى قمة ارتفاعها 5897 مترا. وشهد البركان الجمعة الماضية عدة انفجارات، ولفظ أعمدة من الرماد بلغ ارتفاعها حتى ثمانية كيلومترات. وأعلن الرئيس رافاييل كوريا في مداخلته الأسبوعية عبر الإذاعة إخلاء 400 شخص من محيط البركان وحالة الطوارئ التي تتيح "استخدام كافة الموارد حيثما وجدت باستثناء وسائل التعليم، لمواجهة تفاقم محتمل للوضع وتعبئة الموارد الضرورية". وتتيح حالة الطوارئ للحكومة نشر قوات عسكرية لمساعدة فرق النجدة، وأيضا مراقبة المعلومات التي تنشر عن نشاط البركان. وأوضح مرسوم إعلان حالة الطوارئ أن هذه "المراقبة الوقائية" تهدف إلى "تفادي الإشاعات التي يطلقها بعض المختلين عبر تويتر"، ما من شأنه إشاعة الفوضى والبلبلة. والمعلومات الوحيدة المتاحة حول نشاط البركان هي تلك التي تنشرها وزارة الأمن الوطني. ولم يشهد هذا البركان ثورانا حقيقيا منذ 1877. وهو يعتبر، بحسب معهد الجيوفيزيا، بين أخطر براكين العالم بسبب الكمية الكبيرة من الثلوج في قمته التي قد تذوب سريعا بفعل حمم ثوران البركان، ما من شأنه تشكيل حمم ثقيلة مدمرة خصوصا مع السكان القريبين منه.