حسناً فعلت غرفة الشرقية في تنظيمها وإشرافها على معرض (صنعتي 2015 م)، الذي افتتحه سمو أمير الشرقية الأسبوع الفائت في مركز معارض (الظهران إكسبو)، هذا المعرض الذي سيفتح - بإذن الله - آفاقاً جديدة للأسر المنتجة في مجتمعنا نحو التميز والريادة والتفوق، وسيكون رافداً اقتصادياً جديداً وواعداً في المستقبل القريب. المعرض تضمن أعمال أكثر من 220 أسرة منتجة وحرفيين متخصصين في مجالات عدة ما بين الأعمال اليدوية والأزياء والديكور والحياكة والسدو والمأكولات والحلويات. ولعل من أجمل أهداف هذا المعرض الجميل تمكين الأسر المنتجة من مواجهة التحديات، وإتاحة الفرص لها لعرض وبيع منتجاتها، وإيجاد القنوات التسويقية المنظمة التي تضمن لها الدخل المستدام، إضافة إلى تشجيع ثقافة ريادة الأعمال لديها. ومفهوم الأسر المنتجة في مجتمعنا تطور تطوراً طبيعياً باتجاه الأفضل في صورة رائعة في مستوى المنتج شكلاً ومضموناً، ولا شك أن ثقافة العمل التنموي التي أخذت تنتشر في شرائح الأسر المنتجة في مجتمعنا انعكست إيجاباً في التوسع الرأسي والأفقي للمنتج المتميز الذي تنتجه تلك الأسر وبشكل احترافي وتنافسي. وبكل تأكيد، فالمساعدات الريعية رغم أهميتها وضرورتها للأسر المحتاجة، إلا أنها لم تعد كافية ولا تمثل دخلاً مستداما لهذه الأسر في ظل تذبذب أسعار السلع التموينية، وكذلك توسع قائمة الضروريات لدى الأسرة السعودية، فكان من المهم أن تقوم هذه الأسر بالإنتاج، وهذا ما حصل بالفعل، ولكن لطالما عانت هذه الأسر المنتجة من إيجاد قنوات تسويقية منظمة تستوعب وتستهلك تلك المنتجات الرائعة، ولعل هذا المعرض هو البداية للانطلاقة الحقيقية لمنتجات الأسر نحو السوق المحلية والإقليمية والعالمية. وأتمنى من غرفة الشرقية، والتي صنفت في يونيو الماضي من قبل مجلس الغرف العالمي ضمن أفضل أربع غرف عالمية في برامج المسئولية الاجتماعية، أتمنى ألا ينتهي دورها تجاه أسرنا المنتجة بانتهاء فعاليات المعرض، بل إنني آمل أن يتبعها لجان وبرامج عمل وخطط لتسجيل وتصنيف منتجات الأسر المنتجة ومساعدتها لوجستياً في تسويق منتجاتها بشكل دائم. أمر مهم آخر، وهو أنه ليس بالضرورة أن تكون الأسر المنتجة هي من الأسر المحتاجة مادياً، ولكنها أسر تميزت بوجود مبدعات وموهوبات ومتميزات في مجال معين، كالأزياء أو الديكور أو الحلويات ويقمن بصنع وتصميم منتجات تفوق في أفكارها وإعدادها وإنتاجها ما تقدمه الشركات المتخصصة والمؤسسات الكبرى. ولا بد من احتضان هذه الأسر المنتجة وتشجيعها بالتكريم والإشادة وفتح القنوات التسويقية لمنتجاتها وأعتقد أنه حان الوقت أن تقوم أرامكو وسابك والبنوك والمجمعات التجارية وغيرها بمسئوليتها الاجتماعية تجاه هذه الفئة المنتجة من مجتمعنا، فما أجمل أن يتبنى كل قطاع من القطاعات مجالاً انتاجياً تنموياً للأسر المنتجة، وأن يتم التركيز على تنميته ودعمه بالطرق العلمية الذكية هنا ستسهم تلك الجهات بمسئوليتها الاجتماعية لما يحقق الفائدة للمجتمع، وستستفيد في ذات الوقت تلك الأسر مادياً ومعنوياً بالصورة المأمولة التي أتوقع لمنتجاتها النوعية بإذن الله مستقبلاً واعداً.