يعود تاريخ العلاقات السعودية - العراقية لما قبل إعلان توحيد المملكة في 23 سبتمبر 1932، وحصول العراق على استقلاله في 3 أكتوبر عام 1932م، ولم يقم الملك عبدالعزيز -رحمه الله - في حياته سوى بسبع زيارات خارجية، كان منها زيارتان للبصرة، الأولى عام 1916 والثانية عام 1930، حيث عقد اجتماعاً مع الملك فيصل، وهذه تعني الأهمية التى أولاها الملك عبدالعزيز للعراق. بدأ العمل في البعثة الدبلوماسية السعودية كمفوضية في بغداد عام 1932م ورأسها عبدالله الخيال، وبعد وفاة ملك العراق فيصل الاول مسموماً في سبتمبر 1933، تولى ابنه غازي الأول المُلك، فاستمرت العلاقات الثنائية تتطور رغم العقبات، حيث تم إمضاء اتفاقية "التحالف والاخوة العربية مع مملكة العراق" في ابريل 1936م، ثم اتفاقية "ادارة المنطقة المحايدة بين المملكتين السعودية والعراقية"، وفي 28 مارس 1937 قام ولي العهد السعودي آنذاك الامير سعود بزيارة بغداد بدعوة من الملك غازي، وبعد وفاة الملك غازي الأول في حادث غامض في إبريل 1939، استمر البلدان في تعزيز علاقاتهما، حيث تم التوقيع على اتفاقية "روضة التنهات بين المملكتين" لتنظيم الحدود في 6 ابريل 1940، والتي جاءت بعد زيارة نوري السعيد وزير الخارجية العراقي آنذاك للملك عبدالعزيز. في ابريل 1953، زار الأمير سعود العراق للمشاركة في تتويج الملك فيصل الثاني، وبعد توليه المُلك زار الملك سعود العراق في 11 مايو 1957م، وقال وقتها للعراقيين: "يشهد الله بأننا ما تركنا مناسبة أو فرصة للتعاون والتقارب مع العراق، روابطنا بالعراق طبيعية ومصالحنا ومصالحه متشابكة، وعواطفنا وشعورنا تجاه العراق صادق". وفي 2 ديسمبر 1957م زار ملك العراق فيصل الثاني وولي عهده الرياض كأول وآخر زيارة لملك عراقي للمملكة، واستمرت العلاقات الثنائية تتطور حتى ثورة يوليو 1958، والتي اطاحت بالملكية الهاشمية بالعراق، فتوترت العلاقات الثنائية لأسباب منها انضمام العراق لحلف "السنتو - بغداد"، ثم بسبب رفض العراق لاستقلال الكويت في يوليو 1961م، وحشد قوات عراقية على الحدود الكويتية في محاولة لاحتلالها، وهو الأمر الذي اضطر السعودية لإرسال قواتها للدفاع عن الكويت من خطر التهديد العراقي، حتى انضمام الكويت رسمياً للأمم المتحدة في يناير 1963م. استمرت العلاقات السعودية العراقية في المحافظة على قدر جيد من التعاون رغم بون الاختلافات الفكرية والسياسية حتى بدأت الحرب العراقية الإيرانية في سبتمبر 1980، فقدمت المملكة كافة أنواع الدعم العسكري والسياسي حتى نهايتها. وفي 2 اغسطس 1990 تفاجأت المملكة كغيرها بالغزو العراقي للكويت، فغادر السفير السعودي طراد الحارثي، وتم اقفال السفارة الدبلوماسية، وقطعت العلاقات الدبلوماسية، واستمر هذا الانقطاع حتى بداية العام 2009م، حيث استقبلت الرياض أول سفير عراقي، وبعد عامين قامت المملكة بتعيين سفير غير مقيم، كما شاركت المملكة في القمة العربية في بغداد في مارس 2012 م. في ظل ظروف إقليمية متوترة، أعادت المملكة فتح سفارتها في بغداد، بعد ما يقارب ربع قرن من إغلاقها، حيث وصل الوفد الأول من موظفي السفارة السعودية، وكتب السفير السعودي الجديد ثامر السبهان على صفحته في تويتر مُخاطباً العراقيين: «رسالة محبة واكبار وتقدير للشعب العراقي العربي الكريم ولجميع مكوناته، نعلم بأهميةالعراق وهو يستحق من الجميع التضحية ليعود في أفضل حالاته، انتم منا ونحن منكم، وما يجمعنا بكم الدم والجوار والتاريخ المشرف، وقوتكم بوحدة صفكم وكلمتكم، والعشائر لهم دور كبير والسياسيين ايضا». ما بين رسالة الملك سعود ورسالة السفير السبهان عقود من تاريخ علاقات الجوار، ومن الظروف السياسية الصعبة، والتى تم تجاوزها رغم التحفظات خدمة لمصلحة البلدين.