التميز في أي مجتمع هو دلالة على نمو وتفاعل داخل البيت الكبير، كما أنه مؤشر على بلوغ المميز مرحلة من الإبداع؛ جعلت منه علامة فارقة وسط محيطه ومجتمعه. إضافة إلى أن المجتمع لديه القابلية على تفريخ مميزين يحتلون مكانة على المستوى العالمي. والاحتفاء بهم بمقدار ما هو تكريم لهم هو تشجيع لآخرين وترسيخ لمبدأ (لكل مجتهد نصيب)، وتأكيد على أن المجتهد يستطيع أن يصل إلى ما يريده؛ متى ما امتلك الموهبة والتصميم والإرادة على تحقيق طموحه، والوصول إلى ما يصبو إليه. ويزداد الأمر سهولة متى ما كان المجتمع حاضنا للكفاءات ومشجعا عليها، وموفرا للظروف المواتية لانطلاقتها. وفي مجتمعنا تتوفر جميع هذه الأمور، إذ يوجد شباب طموح يمتلك الموهبة ولديه الإصرار والعزيمة على التميز. في المقابل، الحاضنة في المجتمع لديها الوعي الكامل بأهمية وجود المتميزين، وإعطاء الفرصة لهم، وتهيئة الأجواء المناسبة لبروزهم ونبوغهم. ربما نحتاج إلى مدارس تهتم بالناشئة في مرحلة البراعم، توجههم وتصقل مواهبهم؛ حتى يكثر الموهوبون، أو كما يحلو للبعض (الفرسان) المصقولون بالدرجة التي تجعلهم خير ممثلين للمجتمع وللوطن، وبالعدد الذي يوقد المنافسة بينهم، وأمامنا تحديات كبيرة حتى نصل إلى هذه المرحلة. وللحق، فإن المتميزين كانوا خير ممثلين لمجتمعنا بما قدموه من تميز ومهارة وإبداع وأخلاق عالية؛ جعلتهم سفراء حقيقيين في المجتمع، فهم موضع إشادة من الجميع، واستطاعوا بما قدموه من أخلاق عالية أن يتملكوا قلوب الآخرين، فهم قدوة بأخلاقهم قبل ما يمتلكونه من مواهب في ألعابهم المختلفة.. لذلك يستحقون لمسة الوفاء طوال مشوارهم، ومهما قدمنا لهم فهو قليل في حقهم؛ لأن عطاءهم رسم صورة جميلة عن المجتمع الذي عاشوا فيه، وتكريمهم الأول من نوعه ولن يكون الأخير؛ لأننا مجتمع تعودنا أن نكرم المتميزين منا؛ ولأننا مجتمع مليء بالكفاءات وبالمتميزين، سنستمر في إقامة حفلات التكريم للأبطال، وأنا على يقين من أنها ستكون السنوات القادمة أضعاف ما كان يقام في السابق، وهو مؤشر على ازدياد الوعي بالتميز والاهتمام بالمتميزين. شكرا للأبطال.. شكرا لمن سيكرمهم.. ولمن سعى في تكريمهم. كما لا أنسى وقفة (اليوم) وشبكة القطيف الرياضية على استمرار الوقفة الصادقة للأبطال.