في بداية قوية للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد كشفت الهيئة، عن اختلاس وسرقة لكميات كبيرة من اللقاحات والأمصال والأدوية، والأجهزة الطبية، من مستودعات مديرية الشئون الصحية، في إحدى المحافظات، بعد أن تلقت معلومات من مصادر رسمية عن ملاحظة ترويج بعضها في السوق، وبيعها لبعض المستشفيات والمراكز الصحية الأهلية، بعد طمس شعار التأمين الموحد لدول مجلس التعاون الخليجية، «S.G.H» من بعضها، وشعار وزارة الصحة من بعضها الآخر. صرح بذلك رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، محمد بن عبدالله الشريف، الذي أوضح أن المتهم الرئيس في هذه القضية، أمين مستودع الأدوية في تلك المديرية، لقيامه بتزوير طلبات صرف الأدوية المخصصة للمراكز والمستشفيات الحكومية، بإضافة كميات كبيرة إليها غير مطلوبة، بقصد الاستيلاء عليها ثم تسويقها لحسابه في منشآت القطاع الخاص الطبية، عن طريق مجموعة من المتعاونين معه, الذين تم ضمهم إلى لائحة المتهمين. وقال: «إنه بالتعاون مع الجهات المختصة، تم الإيقاع بالعصابة، التي تقف خلف ذلك، وضبطها متلبسة بالجريمة، بالرغم من محاولة أفرادها التستر خلف أسماء وألقاب وهمية، ومداومتهم على استبدال شرائح هواتفهم المتنقلة، بين فترة وأخرى، وكل منهم لا يعرف غير الشخص الذي يموله، إمعاناً في التمويه». وبين الشريف أن عدد المتهمين في هذه القضية يتجاوز العشرين شخصا، من جنسيات مختلفة، وتمت إحالتهم للجهات المختصة لاتخاذ ما يقتضيه النظام بشأنهم. فيما تبلغ قيمة المسروقات ملايين الريالات. وبين أن أفراد هذه العصابة، كانوا يقومون بنقل وتخزين اللقاحات والأمصال بطريقة غير ملائمة، تعرضها للتلف والتأثير على صلاحيتها. وعلمت «اليوم» أن حالة من الوجوم سادت وزارة الصحة أمس، وخاصة مسئوليها، الذين كانوا آخر من يعلم بأحداث القضية، وعقدوا اجتماعات، مستمرة لترتيب اوراقهم، ومعرفة التفاصيل التي لطمتهم بها هيئة مكافحة الفساد كأول قضية تدشن عمل الهيئة الوليدة.