كان الجميع ينظر إليه كخليفة محتمل لعدد من الحراس البارزين الذين مروا على قدم النور وفي مقدمتهم الحارس الدولي السابق حسين الصادق، فموهبته كانت تتحدث عن نفسها أثناء التدريبات اليومية التي كان يؤديها برفقة مدرب حراس كرة القدم بنادي النور عصام العبيدي، الذي رسم في مخيلته مستقبلا كبيرا لهذا الحارس الناشئ. وفجأة، قرر أن يبتعد عن كرة القدم من أجل الالتحاق بالمعشوقة "كرة اليد"، التي أسرت عقول الجميع في شواطئ تلك القرية الحالمة "سنابس". فتألق سريعا، وصنع لنفسه اسما على مستوى الفئات السنية، لكنه اختفى مجددا، ليعيد اكتشاف نفسه بعد التألق الكبير في المباراة الختامية لبطولة النخبة والتي جمعت النور بالخليج وانتهت بتعادل الفريقين وبتتويج النور بثلاثية تاريخية. "الميدان" كانت له وقفة سريعة مع الحارس الشاب للفريق الأول لكرة اليد بنادي النور نذير أبو سرير، جاءت على النحو الآتي: حدثنا عن بدايتك مع لعبة كرة اليد؟ البداية كانت في مدرسة براعم كرة اليد، التي ساهمت في تخريج العديد من لاعبي الجيل الحالي ليد النور، قبل أن ألتحق بتمارين فريق كرة القدم بالنادي والتي تدربت من خلالها على يد مدرب الحراس المميز عصام العبيدي. حدثنا عن قصة عودتك لتمثيل فريق كرة اليد؟ قصة العودة لكرة اليد "قصة طويلة" شهدت الكثير من الشد والجذب، وسط محاولات جادة لتسجيلي رسميا ضمن قائمة فرق كرة القدم بالنادي، لكنني تمسكت بقراري، ونجحت في العودة لفريق اليد قبل ما يقارب ال(10) أعوام، ليكون ذلك القرار الذي غير مجرى حياتي. وكيف كان ذلك؟ بعد (3) أشهر من انضمامي لفريق اليد تم استدعائي لتمثيل منتخب الشرقية لكرة اليد خلال البطولة المدرسية التي اقيمت في القصيم، وتمكنت خلالها من المساهمة في تحقيق المنتخب للبطولة، وهو ما قادني لتمثيل منتخب المملكة المدرسي في البطولة العربية في الجزائر التي تمكنا من تحقيق المركز الثاني فيها. كانت تلك انطلاقتي نحو تمثيل منتخب المملكة للناشئين، ومن ثم منتخب الشباب في تصفيات كأس العالم بالأردن، التي تلقيت خلالها إشادة الكثير من الخبراء. ولماذا لم نشاهدك بعدها مع الفريق الأول لكرة اليد بنادي النور؟ كنت أمثل الفرق السنية حينها، كما منعتني ظروفي الدراسية من الالتزام بشكل كبير مع الفريق الأول. وصادفتني بعد ذلك بعد الظروف العملية الصعبة، لكن الاستقرار العملي والأسري قادني للعودة للفريق وتمثيله كحارس احتياطي لمحمد آل سالم، الذي كان يعيش أجمل أيامه الكروية. وضعتك إصابة آل سالم في وجه المدفع قبل المباراة الختامية مع الخليج، فكيف تعاملت مع ذلك؟ ليس من السهل أبدا تعويض غياب محمد آل سالم الحارس الأول في المملكة بعد اعتزال العملاق مناف آل سعيد، لكن الثقة التي منحني اياها مدرب ولاعبو الفريق وقبلهم نائب الرئيس حسين العبكري، وكذلك التشجيع الذي تلقيته من المحبين والقريبين من الفريق، اضافة للبرنامج المكثف الذي خضعت له، كلها كانت عوامل ساهمت في تقديمي لمستوى مميز في ديربي الخليج، ومشاركتي بشكل فعلي في تحقيق النور لثلاثية تاريخية. كيف تنظر لمستقبلك؟ البداية المميزة لي في هذا الموسم ستكون المحفز الأساسي لي من أجل تطوير مستواي الفني، من أجل قيادة النور لتكرار الثلاثية التاريخية وتحقيق البطولة الآسيوية، وكذلك التشرف بارتداء شعار الوطن، الذي أتمنى أن يحدث في أقرب فرصة ممكنة بعد سنوات من الغياب، عقب تمثيلي لمنتخب الشباب. كلمة أخيرة، ماذا تقول فيها؟ أشكر من خلالها جميع من وقف الى جانبي، وساهم في وصولي إلى ما أنا عليه اليوم، كما أدعو من خلالها جماهير النور للعودة خلال هذا الموسم بالصورة القوية التي عرفت عنها. أبو سرير