صورة أولى: * أكتب هذا المقال من دولة الكويت الشقيقة وأمامي خمس صحف كويتية كبرى هي القبس والسياسة والرأي (الرأي العام) والجريدة والأنباء، وخبر دخول المرأة السعودية والمجالس البلدية وفوزها فيها يتصدر صفحاتها الأولى مع صور ملونة لبعض الفائزات. وأظن - جازما - أن هذا الاحتفاء هو حاضر بالقدر نفسه في سائر وسائل إعلام الدول الخليجية والعربية الأخرى وشعوبها. ولن نبتعد اكثر من ذلك. وبصرف النظر عن بدهيات اشتراك قادة ومواطني دول المجلس الست في الأحلام والتطلعات والأفراح والأتراح والحراك العام وان ما تقطفه دولة تحتفي به دولة أخرى.. فإنني أراه أيضا إعجابا وتقديرا خاصا بدور المملكة ورؤيتها ومكانتها ونهجها القويم المنبثق من الشريعة الاسلامية وبما يتماشى ويتفق مع روح العصر بخط معتدل، وسيقال الشيء نفسه عن باقي الدول العربية تجاه هذا الأمر. * نعم هذه هي الخطوة الثانية للمرأة السعودية ترشيحا وانتخابا وعضوية بعد مجلس الشورى التي كانت الخطوة الأولى. ولا شك ان قادة وولاة أمر بلادنا سيواصلون الطريق - بالطريقة نفسها - للمزيد من رسم الخطوات الأخرى للأخذ بالمرأة الى كل ما يرفع من شأنها ويبرز دورها مع الحفاظ على كينونتها وطبيعة خلقها، وسيحتفي المواطنون بالداخل والخليجيون والعرب في اقطارهم بتلك الخطوات المأمولة التي منها تسنمها وزيرة او نائبة وزير او وكيلة وزارة كما كانت في هذا المنصب لوزارة التعليم لفترة معينة، أو سفيرة في إحدى الدول أو ممثلة للمملكة في إحدى المنظمات الدولية وغيرها، كما ستحتفي المملكة قريبا جدا بحل (عقدة) قيادتها السيارة. صورة ثانية: بادرني الأستاذ الدكتور محمد الرميحي الكاتب والمفكر الكويتي وأحد صناع الرأي في الخليج العربي ورئيس تحرير مجلة العربي سابقا، حين ولجت مكتبه في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت بالتهنئة بفوز المرأة السعودية في انتخابات المجلس البلدي. وتحدث معي قائلا: إن المملكة بهذه الخطوة المهمة في منح المرأة حق الترشيح والانتخاب ستضيف لرصيدها ومكانتها الاجتماعية والديموقراطية الخاصة بها (حسب تعبيره) نقاطا كثيرة عبر خطوة واحدة، ونأمل ان تكون هناك خطوات أخرى عديدة وسريعة ومميزة، وذكر أنه سجل أسماء السيدات اللاتي كسبن ثقة منتخبيهن وفزن بعضوية المجلس، وسيكتب مقالا عن ذلك. صورة ثالثة: نقل لي الأستاذ عبدالمحسن مظفر أحد كتاب الرأي في الكويت وعضو جمعية حقوق الإنسان الدولية انه كان مساء الاحد الماضي في إحدى الديوانيات التي تشتهر بها الكويت، وكان الحديث الاساس فيها يدور حول الموضوع نفسه ويشارك فيه كل من الأستاذ عبدالله يعقوب بشارة أول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي والكاتب الاستراتيجي، وبحضور الدكتور محمد الرميحي المذكور آنفا وعدد من رجال الفكر والسياسة والاقتصاد والأكاديميين ويعربون عن بهجتهم بهذه الخطوة التي تخوضها المملكة ويتناولونها بالثناء والتفاؤل. -حسنا.. -السطور السابقة هي رصد سريع عن احتفاء الإعلام والنخب في دولة الكويت الشقيقة بهذا العرس الانتخابي الاجتماعي البلدي الخدمي الذي عاشته بلادنا الغالية خلال الأيام القليلة الماضية، والذي أينع حضورا للمرأة السعودية يوم السبت الماضي الاول من ربيع الاول والذي سيكتب يوما تاريخيا وطنيا من الأيام الخالدة للمملكة العربية السعودية. ان فوز المرأة في هذه الانتخابات يدل على ان المواطن السعودي بات لديه قدر كبير من الوعي والتفهم والقناعة بأهمية وضرورة التغيير الإيجابي لكافة الميادين، ومنها حضور المرأة في مسيرة الحياة الوطنية والاجتماعية، ولهذا منحها صوتها دون تردد في أول فرصة اتيحت له لانتخابها. ولقد ابتهج المواطنون - في غمرة استعدادهم ومتابعتهم لحملة الانتخابات - بمنح وزارة البلديات مزيدا من الصلاحيات للمجالس البلدية واعضائها، وهذه خطوة ايجابية، ومطلب طالما طرح مرارا في الصحافة المحلية كلما تمت الكتابة عن المجالس البلدية. وفي الوقت الذي نهنئ كل الفائزين بعضوية المجلس البلدي للدورة الحالية.. نساء ورجالا.. نسأل الله ان يوفقهم ويعينهم ويحققوا الطموحات والاحلام والخطط التي رسموها لمنتخهم.. كما نسأل الله ان يثيب عمل الأعضاء السابقين ويجزيهم على ما بذلوا من جهد وعمل.