أسدل الستار على ثاني انتخابات بلدية، وأدلى الناخبون بأصواتهم لفئة عقدوا عليهم آمالهم وأعجبوا برؤيتهم الانتخابية برغم تحفظات البعض وإحباطهم من بعض المنتخبين فى الدورة الأولى الذين جاءت مصالحهم الشخصية فوق مصالح الحي وسكانه، وآخرون كانوا يبحثون عن الأضواء و"البرستيج" والوجاهة، وفى الجولة الثانية شاركت المرأة كناخب وصوت فكان لها نصيب على مقاعد البلديات المحدودة . فى المنطقة الشرقية المطالب واضحة وأتوقع أن يكون العمل أكثر سلاسة وسهولة من مناطق أخرى لعدة أسباب أولها وأهمها رؤية وأريحية معالي أمينها وشبه اكتمال البنية التحتية وانعدام العشوائيات و تخطيط شبكة الطرق، ولذلك فهناك رتوش هنا وهناك لا أعتقد أنها ستصبح عائقاً أمام مطالب المنتخب بالمجلس البلدي. فى التجربة الأولى للمجالس البلدية كان العرس أجمل من العروس، وطغت المناطقية والقبلية والمذهبية على المرشحين، وأقيمت المخيمات ومدت الموائد وامتلأت الشوارع "انتخبوا ولد القبيلة فلان" وكان المواطن" كالأطرش فى الزفة" وطبيعي أن تتقلص الإنجازات لكون المجتمع ما زال كغيره من المجتمعات العربية ليست عنده الثقافة الواعية والفكر الجيد لعملية الانتخابات وما الهدف منها وما هي أهميتها ؟ ولا بد من الجرى فى مضمار التجربة "الصواب والخطأ" حتى نصل أو على أقل تقدير تترسخ لدينا فكرة الناخب وتتقلص لدينا ثقافة "الفزعة" على حساب الآخرين . كُنا نتمنى انتخاب مجلس بلدي تكون له شخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري يتمتع أعضاؤه بالصلاحيات اللازمة لتقرير الشؤون البلدية، وبالتالي فلن يكون لهم عذر في حالة التقصير، كما أن إعادة انتخابهم مستقبلا سيرتهن بإنجازات المجلس، ومدى تحقيقه لتطلعات أهالي الدائرة الذين انتخبوهم لأن قرارات المجلس تؤثر حتما على نوعية حياتهم وتتقاطع مع احتياجاتهم كل يوم. ولعلها تكون خطوات مستقبلية ستتحقق إذا ما رأينا التطوير الملموس على نظام المجالس البلدية في الدورة الحالية، وعلى الرغم من بعض الملاحظات عليه، إلا أنها لا تقلّل من الجهد المبذول في تطويره، لعل المنغصات البلدية اليومية لم تُعد سراً لا يعرفه المسؤول، فالمواطن ببساطة يريد طريقا دون الزحام والتعقيدات والحفر والمطبات والتحويلات، يريد حياً لا تزكم أنفه رائحة بقايا النفايات وتكسر الأرصفة، يريد حديقة يستمتع بقضاء جزء من وقته فى راحة، يريد منتزها ودورات مياه وماء ومصلى، يريد منشآت صحية " مطاعم، وبوفيهات " مراقبة بشكل يومي، يريد أن يرى البحر بصفاء ونقاء الطبيعة، يريد مراقبة المقاولين وعدم السماح لهم بإنجاز المشاريع حسب أريحيتهم، فقط ، والله المستعان.