توقعت وكالة الطاقة الدولية استمرار تخمة المعروض العالمي من النفط حتى نهاية العام المقبل على الأقل، مع تباطؤ نمو الطلب، وتصميم "أوبك" على رفع الإنتاج. وأشارت الوكالة عبر تقريرها الشهري الصادر اول امس الجمعة إلى أن مخزونات النفط العالمية سوف ترتفع على الأرجح في الفترة المقبلة مع عودة الصادرات الإيرانية للأسواق بعد رفع العقوبات، وأوضح التقرير أن إسقاط "أوبك" للحدود الفعالة للإنتاج في اجتماعها السابق يظهر عزمًا للحفاظ على الحصص السوقية رغم انخفاض الأسعار، وتخمة المعروض في الأسواق. وكانت أسعار النفط قد تراجعت لأدنى مستوى في 7 سنوات تقريبًا، بفعل استمرار ارتفاع المعروض من الخام في الأسواق، وتكهنات تباطؤ الطلب مع ضعف الاقتصاد العالمي، وتوقع التقرير تراجع الإنتاج من خارج "أوبك" بنحو 600 ألف برميل يوميًا في العام المقبل، مقارنة بزيادة بلغت 2.4 مليون برميل يوميًا في 2014، معتبرة أن هذا يؤكد نجاح سياسة "أوبك" في التأثير على إنتاج المنافسين. كما ترى الوكالة أن نمو الطلب العالمي على النفط سوف يتباطأ إلى 1.2 مليون برميل يوميًا في 2016 مقابل 1.8 مليون برميل في العام الحالي. رجح المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أن تؤدي زيادة حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط إلى ارتفاع أسعار النفط التي تراجعت بأكثر من النصف منذ منتصف العام الماضي. ومؤخراً صرح المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول بان العديد من الدول المستهلكة للنفط تنتظر أسعار نفط منخفضة، الا أن المؤشرات تؤكد ازدياد الاعتماد على النفط، في الوقت الذي سيتراجع فيه إنتاج النفط عالي الكلفة في بلدان مثل الولاياتالمتحدة، وكندا، وروسيا، والبرازيل. وقد توقعت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق أن تستعيد السوق النفطية توازنها تدريجيا وتستقر على سعر يقارب 80 دولارا للبرميل بحلول العام 2020 تحت تأثير عرض أقل وفرة، من غير أن تستبعد إمكانية بقاء الأسعار متدنية لفترة طويلة ما سيزيد اعتماد الدول المستوردة على بلدان الشرق الأوسط.