طالب عدد من ذوي الاعاقة بالاحساء بانشاء ناد خاص بهم يحتضنهم طوال العام أسوةً بأقرانهم الأصحاء، مؤكدين انهم يبحثون عمن يحتضنهم في الاجازة الصيفية ويفجر طاقاتهم الابداعية، حيث انهم يتعرضون لضغوط نفسية وبدنية ترجع الى حرص اسرهم وذويهم على ابقائهم في المنازل مما يجعلهم عرضة لزيادة الوزن والأمراض. معاناة الاسر ويقول اخصائي حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عبدالله خليفة: مع بداية كل إجازة صيفية غالباً ما يكون الشاغل الأكبر لدى الوالدين كيف سيمضي أبناؤهم هذه الإجازة، ففي كل إجازة صيفية تترقب أسر ذوي الإعاقة افتتاح ناد صيفي خاص يحتضن أبناءهم أسوةً بأقرانهم ولكن مع الأسف دون جدوى، مما يجعل الإجازة الصيفية تكون هماً ثقيلاً على هذه الأسر كون البرامج الدراسية والعلاجية توقفت بتوقف البرامج والأنشطة التربوية فيمكثون في المنزل أياماً عديدة بسبب قلة الأنشطة الصيفية وقد تكون معدومة كهذه السنة، مع العلم أنها مهمة لهذه الفئة فهي تساعد على تحسين نفسياتهم ودمجهم في المجتمع، كما توجد فئة يحتاجون إلى برامج وعناية خاصة ومكان آمن لتفريغ طاقتهم مثل ذوي إعاقة التوحد وإعاقة متلازمة داون.واضاف خليفة: هناك جهود جبارة من قبل تعليم الاحساء والتي اقامت 1435ه ثلاث أندية صيفية في قطاع الهفوف والمبرز والقرى الشرقية بطريقة الدمج، لم يستفد منها سوى عدد قليل من ذوي الإعاقة فهناك طلاب يكون دمجهم سهلا في الأندية مثل ذوي الإعاقة العقلية البسيطة وبعض من ذوي الإعاقة الحركية إذا توفرت البيئة المناسبة لهم، مثل المنحدرات ودورات المياه الواسعة في المدارس ولا يحتاجون إلى طاقم مختص لأنهم لا يختلفون عن غيرهم في طريقة التعامل، أما أصحاب الإعاقات الأخرى الذين لم يلتحقوا في هذه الأندية بسبب عدم ملاءمة المكان ويشكل خطورة عليهم بسبب وجودهم مع طلاب غير منضبطين سلوكياً وقد يلحقون بهم الأذى النفسي سواء بالضحك عليهم أو إيذائهم جسدياً. منوهاً بأنه وفي عام 1434ه كانت هناك شراكة بين إدارة التعليم وجمعية ذوي الإعاقة بالأحساء في افتتاح ناد صيفي في مدرسة جابر الأنصاري تحت شعار (أصدقاء ذوي الاحتياجات الخاصة) وكان لها صدى كبير في نفوس الطلاب وأولياء أمورهم وحققت الأهداف والنجاحات المرجوة منها إلا أنه لم يستمر في العام الذي يليه، وكما أن لدى الوزارة إحصائيات بعدد المعاهد والبرامج الخاصة وعدد الطلاب فيها، فلماذا لا يتم اعتماد أندية صيفية سنوياً بميزانية مستقلة. حيث ان معاناة الأسر مستمرة ولا يوجد حل لتخفيف الضغط النفسي عنها بسبب الإجازة، فلا يجدون سوى إبقائهم في المنزل حتى تنقضي هذه الفترة مما يتعارض مع سياسة الدمج الاجتماعي. من هنا فإننا كلنا أمل بأن تقوم وزارة التعليم بتوجيه الإدارات التابعة لها بالمدن والمحافظات باعتماد أندية صيفية لذوي الإعاقة وتشجيع الجهات التي تُعنى بخدماتهم مثل الأندية الرياضية والجمعيات الخيرية، وأن يشتمل ذلك الدعم على توفير الخدمات الاستشارية بالتعاون مع الجمعيات المختصة حسب نوع الإعاقة كي تحدد نوع الفعاليات التي من الممكن ممارستها، ومن ناحية أخرى توفير الدعم المادي عبر مساعدة تلك الأندية وجلب الرعاة من قِبل الشركات التجارية التي تهتم بتلك الفئة العزيزة من باب المسؤولية الاجتماعية. واكد والد الطفل مشعل من ذوي متلازمة داون سعود عبدالعزيز ان الاعاقة قضية مجتمع بأكمله وليست قضية فردية وتحتاج الاهتمام من جميع المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة ولا بد من توفير خدمات خاصة لهذه الفئات في كل الجهات وتيسير خدماتهم اللازمة وتوفير الرعاية الشاملة لهم، واتمنى انشاء مراكز صيفية لهم لممارسة هوايتهم وأن هذه المراكز لا تكون فقط بالاجازات، لا بد تكون مفتوحة طول السنة ايضا عند اقامة المهرجانات لهم لا بد من التركز عليهم واعطائهم مجالا أكثر للمشاركة فأنا من الاشخاص الذين يحضرون باستمرار لاحظت ان المشاركة الاكثر في المسابقات تكون للاشخاص العاديين، وايضا لا بد من توفير مكان وجو مناسب لهم في المهرجانات ويفضل تكريمهم بهدايا لهم فيها فائدة واختيار اماكن ومدارس ذات مرافق جيدة ونظيفة لانهم حساسون ومناعتهم ضعيفة، وكما انهم يحتاجون الى فريق يحسن التعامل معهم ويصبر على معاملتهم. دمج ذوي الاحتياجات وتتمنى أم عبدالرحمن السالم والدة طفل من ذوي الاحتياجات الحركية وجود مراكز صيفية لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع اقرانهم من الاصحاء، ودمجهم في المجتمع عبر العديد من البرامج التوعوية والترفيهية مما يشعر ابناءنا بالارتياح تجاه هذه الشريحة وتقبلها في المجتمع من خلال التواجد اليومي في المركز الصيفي. ويجب على المسؤولين توعية الاطفال بالنعم التي وهبهم الله اياها وان يتعاونوا مع اقرانهم من ذوي الاعاقة وان يتحلوا بالصبر والقدرة على ايصال المعلومات بشكل يتناسب مع قدرات أبناء هذه الفئة العقلية والحركية معا. وتؤكد ان وجود مراكز تواصل الاطفال واليافعين بكافة اشكالهم وطبقاتهم الاجتماعية والصحية والنفسية الى أقصى درجة تمكنهم من تطوير شخصياتهم في الجانب الاجتماعي والثقافي ودمج ذوي الاعاقة في مجتمعنا المحلي. أوقات فراغ كبيرة ونوة والد الشاب أحمد من ذوي التوحد عبدالله علي الصبي ان الاندية الصيفية لها أهمية كبيرة لذوي الاعاقة حتى يسعدوا بالرياضة وإشغال أوقات فراغهم. حيث انه ليس هناك انشطة في الصيف لاطفال وشباب التوحد رياضية أو أماكن ترفيهية تخصهم مثل نادي الحي يكون موجودا طوال السنة أسوة بالآخرين، وكذلك كما نطالب بصالة للسباحة لانهم ذوو الاعاقة يحبون السباحة يفرغون طاقتهم وإنشاء مركز أو ناد خاص لهم تتوفير فيه الالعاب المفيدة سيكون له مرود ايجابي. الدمج الاجتماعي ويشير شقيق طفل من متلازمة داون صالح السعيد الى ان الأندية الصيفية لها دور فاعل في شغل أوقات ذوي الاحتياجات الخاصة بما يعود عليهم بالنفع وكسب مهارات ودمجهم اجتماعياً، وفي العطلة الصيفية نعاني قلة الاماكن الترفيهية التي تناسبهم، فنحتار اين اذهب فيه نتمنى من وزارة التعليم انشاء اندية صيفية لهم مثل الاطفال غير المعاقين فهي مهمة لهم، وكما ان النشاط يساعد في استثمار أوقات فراغ النشء والشباب بممارسة أنشطة تعليمية وترويحية تلبي الاحتياجات النفسية، وتنمي شخصياتهم في الجوانب الاجتماعية والعقلية، كما ان النوادي من الممكن ان تكشف عن مواهب رياضية متميزة لدى البعض ويمكنهم تمثيل المملكة في المسابقات العالمية والاوليمبياد ومن الممكن ان يحصدوا للمملكة العديد من الجوائز العالمية والمراكز المتقدمة. غياب الانشطة الترفيهية ويقول عبدالعزيز بن علي العبدالواحد ولي امر احد الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بمتلازمة داون: نحن نعاني بشكل شديد وللاسف من عدم توفر اماكن للترفيه او مراكز للتطوير الذاتي لهذه الفئة الغالية على الجميع.ويضيف العبدالواحد: انه ومع نهاية دوام الطالب بالمدرسة ينتهي يومه ولا يوجد اي نشاط يقوم به خارج المنزل، فبتوفر هذه المراكز التي تقوم بالانشطة الترفيهية والتعليمية وخاصة خلال الاجازة الصيفية واختلاط هذه الفئة بالمجتمع يساعدهم على العيش حياة طبيعية كباقي الافراد في المجتمع، كما أنه لا بد أن يكون لوسائل الإعلام دور في رفع مستوى النضج لأفراد المجتمع في التعامل مع المعاق معاملة لائقة ومهذبة وعدم التعرض لهم بالسخرية والاستهزاء، وعلى الحكومات دمج المعاق في المجتمع وتحويله إلى عنصر فعال إذا كانت إعاقته تسمح بذلك، ويكون ذلك من خلال مشاركته الأصحاء في الدراسة والنوادي ومجالات العمل الممكنة، وذلك بهدف تعويد المجتمع التعامل مع المعاق وتقبله وتعويد المعاق التعامل مع المجتمع والتعايش معه والعمل على إيجاد كل ما يسهل له هذا التعايش من وسائل سواء مقاعد أو وسائل تعليمية أو مواصلات أو ... وغير ذلك. الشراكة المجتمعية من جانبه اكد الخبير في ذوي الاعاقة «ماجستر في ذوي الاعاقة» فوزي الجمعان ان من المفترض مشاركة مؤسسات المجتمع في تبني انشاء ناد لجميع الاعاقات. وقال الجمعان: ان الاعاقة تحتاج الي متخصصين رياضيين ولا يمكن ان يستفيد المعاق الا بالتخصص، بمعني ان نفصل الاعاقات عن بعضها البعض وتتبناها البنوك مثلا او وكالات السيارات حتي تثمر تلك الجهود عن نتائج ومخرجات طيبة، وهذا ما قامت به المانيا من خلال تقديم عدد من وكالات السيارات خدمة للمعاقين. وقال الجمعان: ان الشراكة المجتمعية عامل هام في رفع مستوى تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة في الشركات والمؤسسات التجارية والبنكية والكروية والفنية.