نجاح أي مطار يُقاس برضا الركاب الذين يسافرون عبر ذلك المطار عن الخدمات المقدمة لهم ولذلك تعمل المطارات العالمية المتقدمة في التصنيف الدولي من أجل فهم أفضل وجهات نظر الركاب وماذا يريدون من المنتجات والخدمات في المطار، ما يجعل المطار أكثر قدرة على المنافسة إذا قدم لمرتاديه عملا جيدا، فالركاب دائماً يطالبون بمستويات أعلى من الخدمة فأصبح الضغط متواصلا على إدارات المطارات لدفعهم للمزيد من الاهتمام لتوفير خدمات عالية الجودة، وكما نعرف أن المنافسة وصلت بين المطارات لآفاق جديدة وذلك بإحداث تغييرات هيكلية ومراجعة نماذج الأعمال المقدمة في هذه المطارات. في بلادنا وفي ظل متابعة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه سمو الأمير محمد بن سلمان وجهود المجلس في تطوير اقتصاد البلاد وتنمية إيراداتها، وبما أن المطارات تمثل دخلا وطنيا بإيراداتها المتنوعة فأعتقد أن الأيام التي كانت فيها المطارات مجرد نقطة للمغادرة والوصول قد ولت وهذا يتضح جلياً من الحراك الذي تقوم به الهيئة العامة للطيران المدني من أجل رفع مستوى الخدمات المقدمة لضيوفها في المطارات لأن المسافر يعتبر ضيفاً عزيزاً على العاملين في المطارات يتوجب عليهم العمل على تقديم أفضل الخدمات وأيسرها له. اليوم أضحت المطارات مراكز خدمات متعددة الوظائف تقدم مجموعة واسعة من الخدمات وأصبحت المطارات هي المحركات الرئيسية للتقدم الاجتماعي والاقتصادي في المدن والمناطق والبلدان في جميع أنحاء العالم ولذلك إن الإدارة المميزة والناجحة هي التي تتعرف على المفتاح لفهم كيفية زيادة رضا الركاب وتحسين أداء الأعمال والعمل على مشاركة الركاب في تقييم خدمات المطار، وفي رأيي أن المستحيل أصبح حقيقة بفضل الله عز وجل ثم بفضل دعم القيادة الرشيدة لقطاع الطيران المدني زاد على ذلك حرص معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ سليمان الحمدان على صُنْع مستقبل مشرق لصناعة النقل الجوي من خلال البدء تدريجياً في خصخصة المطارات الدولية وارتباطها تنظيمياً بشركة الطيران المدني السعودي القابضة التي يرأس مجلس المديرين فيها معالي الدكتور فيصل الصقير وتشمل استراتيجية الشركة القابضة خصخصة بقية الوحدات الاستراتيجية في المطارات الدولية المتبقية وكذلك مجموعات المطارات الإقليمية والداخلية حتى عام 2020م. بمشيئة الله في عام 2016 يحق لنا أن نفخر بتقدم وتطور تحسن الخدمات مع بدء خصخصة المطارات تدريجياً وعلينا أن نصبر لنرى ذلك التحول الإيجابي من الفكر الحكومي البيروقراطي في الإجراءات وبطء اتخاذ القرارات، وعدم القدرة على مواكبة التطورات في مجال صناعة النقل الجوي، إلى العمل بالفكر التجاري المرن والجودة النوعية في الخدمة وأعتقد بأنها ستكون في يوم من الايام محط أنظار المسافرين الذين يطمحون الى خدمة ترضي طموحهم بعد نجاح تجربة تخصيص مطار المدينةالمنورة بالشراكة مع القطاع الخاص عبر نظام BTO، وتعميم التجربة في شركة مطارات الرياض في الربع الأول من العام 2016م ومن ثم في الربع الثاني خصخصة قطاع الملاحة الجوية والربع الثالث خصخصة قطاع تقنية المعلومات وتأتي خصخصة القطاعات تباعاً حتى عام 2020، ومن خلال اطلاعي عن قرب ورصدي للتحركات المكوكية لمعالي الأستاذ سليمان الحمدان متنقلاً بين مدن المملكة للوقوف على احتياجات المطارات والأهالي وملاحظة أوجه القصور والتوجيه بسرعة معالجتها إلا دليلاً قاطعاً على الشفافية ووضوح الرؤية هي منهج معاليه للوصول بمطارات المملكة إلى مصاف المطارات العالمية من حيث كفاءة الإدارة وجودة الخدمة والربحية. ختاماً أتمنى على معالي الرئيس بجانب الخصخصة التركيز على تطوير القوى العاملة وتحقيق نسبة عالية من الرضا الوظيفي وتوجيه المختصين بالعمل على تدريب الكوادر الوطنية من منسوبي الهيئة تدريباً عالي الجودة للحاق بركب التكنولوجيا التي تتسارع وتيرتها في صناعة الطيران وإدارة المطارات والهندسة الملاحية، ونتمنى أن يطول بنا العمر ونرى خصخصة مطاراتنا وقد اكتمل عقدها في عام 2020م.