دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين إلى إجراء حوار شامل حول مشكلات روسيا، قائلا: إن المناقشة الواسعة والاتفاق على أهداف وطنية هما السبيل الوحيد لدفع البلاد إلى الأمام. وقال بوتين في مقالة نشرها على موقعه الإلكتروني الخاص بحملته للانتخابات الرئاسية : "نحتاج إلى حوار واسع حول مستقبل التنمية الوطنية والمنظورات الوطنية"، وأضاف أن روسيا في حاجة إلى التغيير، لكن بشكل تدريجي وليس من خلال إحداث ثورة. وتعد هذه المقالة بمثابة إضافة إلى البرنامج الرسمي للحملة الانتخابية لبوتين، الذي نشره يوم الخميس الماضي. وقال بوتين في تصريحاته الجديدة: إن الروس يجب أن يعملوا معا من أجل إعداد برنامج متفق عليه للتنمية الوطنية، وأوضح قائلا: "ثمة مشكلة متكررة في تاريخ روسيا تتمثل في رغبة بعض نخبتها في إحداث طفرات وتبني الثورة بدلا من التنمية التدريجية. ليست التجربة الروسية وحدها، بل تجربة العالم كله تظهر النتيجة المشؤومة للطفرات التاريخية، ألا وهي الاستعجال والتدمير دون بناء". ودعا الروس إلى "تولي مسؤولية حياتهم بشكل أكبر" وعدم الاعتماد على الحكومة في حل مشاكلهم. جاءت تصريحات بوتين عقب مظاهرات نظمت في ديسمبر الماضي في أكثر من 20 مدينة كبرى، وتعد أكبر مسيرات مناوئة للحكومة منذ ما يقرب من عامين. وعلى رأس شكاوى المتظاهرين ما تردد حول أعمال التزوير التي شهدتها الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أوائل ديسمبر الماضي لصالح حزب "روسيا الموحدة" الحاكم، وهيمنة الحزب على الساحة السياسية في البلاد، والفساد الحكومي، والفقر المتزايد. وقال بوتين في المقال: سيتم استئصال الفقر من روسيا بحلول عام 2020، في حال انتخبوه الروس رئيسا للبلاد. ويعتزم بوتين خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من مارس المقبل باعتباره مرشح حزب "روسيا الموحدة"، وفي حال فوزه، سيتولى بوتين فترة ولاية ثالثة في هذا المنصب ليصبح أول رئيس في البلاد يتولى أكثر من ولايتين. وكان بوتين تولى فترتي ولاية في منصب الرئيس في الفترة بين عامي 2000 و 2008 ، غير أن التعديلات الدستورية التي أجريت مؤخرا تسمح له بتجاوز حد الولايتين الذي كان ينص عليه الدستور قبل التعديل.