تمكَّن مهندسان سعوديان في أرامكو السعودية من ابتكار تقنية جديدة هي الأولى من نوعها في العالم، لتصريف المياه من خزانات الزيت الخام بسرعة الصوت، مسجِّلين بذلك براءة اختراع دولية في هذا المجال. وفي خطوة رئيسية لدعم توجُّه أرامكو السعودية لتصبح إحدى أكبر الشركات الرائدة عالميًّا في مجال التقنية الصناعية، طبَّقت مصفاة الرياض، مؤخرًا، هذا الابتكار الذي تمّ تطويره بالاعتماد على موارد الشركة، والذي من شأنه أن يحقق فوائد اقتصادية ملموسة، بالإضافة إلى الهدف الرئيس من الابتكار وهو دعم السلامة داخل منشآت الشركة. وكانت قد أسفرت جهود المهندسَين فواز الصحن، وعمر الزايد من أرامكو السعودية، عن ابتكار نظام آلي لفصل الماء من خزانات الزيت الخام بسرعة الصوت. ويعمل الجهاز على فرز السوائل المتدفقة خارج خزان الزيت وفق سرعتها، حيث يستطيع تمييز الماء عن الزيت إذا بلغت سرعته سرعة الصوت. السلامة أولًا وحول هذا الموضوع؛ قال مدير مصفاة الرياض، المهندس عبدالرحمن الفاضل: «إن النظام الجديد خضع لاختبارات دقيقة على خزانات المواد الهيدروكربونية المختلفة، حيث تم تركيب نظام تجريبي مبدئي في خزان زيت خام سعة 500 ألف برميل في مصفاة الرياض، قبل أن يتم اعتماده أخيرًا. وقد أشرف على عملية التركيب عدد من الإدارات المعنية في أرامكو السعودية». وأضاف الفاضل إن هذا الابتكار حاز على جائزة تكريم إنجازات السلامة المتميّزة، كما حصلت مصفاة الرياض أيضًا على براءة اختراع من الولاياتالمتحدةالأمريكية لتطبيق هذه التقنية المعنونة ب«نظام نزع الماء بسرعة طاقة الصوت». وأشار الفاضل إلى أن هذا النظام الذي وُصِف بأنه سهل واقتصادي، يتميَّز بمجموعة من الخصائص، منها: دعم مستويات السلامة داخل منطقة أعمال المصفاة أو المعمل، حيث يمنع الجهاز تدفق الزيت بدلًا من الماء إلى قنوات التصريف. كما أن النظام يتميَّز بسهولة تركيبه وتشغيله، وانخفاض تكلفته مقارنة مع الخيارات التقليدية، حيث يكلف النظام الجديد 30% فقط من تكلفة نظام نزع المياه التقليدي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النظام الجديد يستخدم اختلاف السرعة بين الماء والمواد الهيدروكربونية، من جهة ثانية فإنه يدعم عمليات المصفاة التشغيلة بشكل أكبر، حيث إن وجود الماء يؤثر سلبًا على وحدات التشغيل. وقال المهندس عبدالرحمن الفاضل: «بما أن النظام يمنع المواد الهيدروكربونية من الوصول إلى محطة رفع المياه الزيتية، فإنه يُقلص بشكل كبير من المخاطر التي قد تطال أيًّا من شبكات الأنابيب التي سبق وتعرضت لعدد من الحوادث على مدى الأعوام السابقة، ويستطيع النظام معرفة وحساب الكمية التي تم تصريفها ومراقبة عمل الصمام الآلي، والتأكد من عدم وجود أي خلل فني فيه». وقال الفاضل: «الفائدة الحقيقية لأي براءة اختراع هي تطبيقها تجاريًّا، وبالطبع فإن مصفاة الرياض في أرامكو السعودية هي أول المستفيدين منها، حيث تمكنّا من تركيب هذا النظام في 31 خزانًا للزيت، وتجنب تكاليف تُقدّر بنحو ملايين الريالات. وهذا التطبيق مفيد جدًا لأي مرفق صناعي للزيت الخام لديه خزانات مثل الموانئ ومستودعات المنتجات البترولية والمصافي».